كيف أصبحت أفريقيا مكب النفايات النووية؟
لا تمتلك أي دولة أفريقية سلاحا نوويا، ولا تمتلك معظمها مفاعلات كُبرى لتوليد الطاقة، لكنها أصبحت الموقع الأبرز لدفن النفايات النووية حول العالم، سواء بتواطؤ حكوماتها، أو بجرائم محتليها السابقين، أو باستغلال بعض الشركات الإجرامية والوسطاء الفاسدين، فما أبرز هذه الدول؟ ولماذا تحديدا أصبحت أفريقيا مكب نفايات العالم النووية؟
أفريقيا: سوق النفايات النووية
نحو 30% من نفايات العالم النووية تُدفن في أفريقيا. تسيطر موزمبيق وأفريقيا الوسطى على حصة 33% من المساحة المخصصة لرمي النفايات النووية في أفريقيا.
ليبيا: تورط إسرائيل والمافيا الإيطالية
منذ عام 2013، تتهم ليبيا إسرائيل ودولاً غربية بدفن نفاياتهم النووية قرب سواحلها. وكانت صحيفة “إندبندنت” البريطانية قد أشارت وقتها الى وجود عصابات تابعة للمافيا الإيطالية تتقاضى 20 مليار يورو مقابل إغراق شحنات نفايات خطرة بالبحر المتوسط، وتحديداً ليبيا.
ساحل العاج وإريتريا: تورط شركات كبرى
في ساحل العاج، رُفعت شكوي ضد شركة “ترافيجورا” متعددة الجنسيات عام 2009 لدفنها نفايات سامة بأبيدجان تسببت بأضرار صحية للسكان. وفي إريتريا، طالب سياسيون معارضون عام 2010 التحقيق في مزاعم إلقاء النفايات السامة بالمياه الإريترية قبالة البحر الأحمر، في منطقة دنكيليا، بموافقة من الحكومة الإريترية.
الصومال: مكب صفقات النفايات النووية منذ الثمانينيات
في عام 2010، كشف تحقيق لمنظمة “السلام الأخضر” بدأته منذ عام 1987 أن سفناً إيطالية وسويسرية نقلت مواد سامة ونفايات نووية وزّعتها بين مواقع عدة بالشواطئ الصومالية في التسعينيات. مع نشاط “جماعة الشباب” الصومالية، عُقدت صفقات بين شركات أجنبية والحركة تتعلق بالنفايات النووية.
السودان: معاناة قديمة دون تأكيد رسمي
يعود الحديث عن النفايات النووية بالسودان منذ عهد الرئيس الأسبق جعفر النميري، الذي كثيراً ما اتُهم إعلامياً بإدخاله نفايات خطرة للسودان مقابل عوائد مادية، رغم النفي الرسمي لهذه الرواية. اتهمت العديد من التقارير دولاً مثل إيران والصين بتورطهم في دفن نفاياتهما النووية داخل السودان، دون تأكيدات رسمية.
الجزائر: تكتم فرنسي
ترفض فرنسا حتى اليوم الكشف عن أماكن نفاياتها النووية في الجزائر، أو تقديم الخرائط الطبوغرافية لكشف المواقع التي تحتوي على آثار التجارب النووية التي قامت بها فرنسا بين عامي 1960 – 1966.