سبب بقاء الوقود الأحفوري
انتعشت آمال وطموحات كبيرة حول التحول للطاقة النظيفة، خاصة مع صعود بايدن الذي يولي اهتماماً كبيراً بقضايا تغير المناخ، واتخذ خطوات جريئة في ذلك الملف. وبرغم تلك الآمال يبدو أن "نهاية الوقود الأحفوري" ما زالت بعيدة وغير واقعية، يرجع هذا لأسباب عدة تضمن للنفط مستقبلاً طويل الأجل، خاصة الغاز بوصفه جزءاً لا غنى عنه من مزيج الطاقة في العالم.
خسائر اقتصادية
التحول الى الطاقة النظيفة سوف يكلف اقتصادات الدول كثيراً. فعلى سبيل المثال، لو ألغى بايدن تصاريح عمل خط الأنابيب "كيستون إكس إل"، سيترتب عليه فقدان وظائف كثيرة تنعكس على أزمة البطالة في الولايات المتحدة، فصناعة النفط والغاز الأمريكية تدعم أكثر من 10 ملايين وظيفة، ومع المضي في هذا الاتجاه سيفقد المزيد من الأمريكيين وظائفهم.
طريق الطاقة المتجددة طويل
لا يزال اتجاه توليد الطاقة المتجددة متعثراً في كثير من البلدان، حتى في أكثرها مضياً في هذا الاتجاه، فنجد دولة مثل ألمانيا التي تتمتع بأكبر إمدادات من الطاقة المتجددة قد أنتجت القليل جداً من الطاقة الشمسية منذ بداية العام بسبب الشتاء. ورغم أنها تنتج كميات هائلة من طاقة الرياح فهي ما زالت تولد الطاقة من الوقود الأحفوري الأكثر تلويثاً على الإطلاق (الفحم).
الطاقة المتجددة ليست حلاً سحرياً
لا يبدو أن الطاقة المتجددة هي الحل السحري لمشكلة الانبعاثات، فبمقارنة مستوى كثافة الكربون في ألمانيا بدولة مثل الدنمارك التي تعتمد في معظم الطاقة على الرياح، نجد النسب متقاربة جداً. كما أن زيادة العمل بالطاقة المتجددة من شأنه رفع تكنولوجيا واستخدامات الوقود الأحفوري، حيث تستخدم شاحنات الديزل في تحريك طواحين الهواء والألواح الشمسية.
نتائج عكسية
إن انخفاض الطلب على الوقود الأحفوري سوف يُخفّض من سعره، ما سيزيد الطلب عليه واللجوء إليه بصفته مصدر طاقة منخفض التكلفة، حيث إن الدول النامية، خاصة تلك التي لم توقع على اتفاقية باريس لتغير المناخ، لا تعمل على خطط جدية لاستبدال الوقود الأحفوري بالطاقة النظيفة، ولكنها تعتمدها كمصادر مكملة -في أحست الأحوال- وليست بديلة، وذلك لتكاليف البنية التحتية اللازمة.
تذبذب عمليات التوليد
إذا بٌنيت القدرات المتجددة بسرعة كبيرة دون إضافة سعة تخزين واسعة، فقد يأتي ذلك بنتائج عكسية، وقد تجلى هذا مؤخراً من خلال انقطاع التيار الكهربائي الكبير في أوروبا بسبب مشكلة بسيطة في محطة فرعية كرواتيه انتشرت عبر القارة، وهو ما كشف عن أهمية الحفاظ على تردد ثابت للشبكة، الأمر الذي لا يمكن لمصادر الطاقة المتجددة فعله بسبب تذبذب عملية التوليد.