المعادن النادرة .. هيمنة صينية
مع تزايد الطلب على المعادن النادرة، تنامت مخاوف العديد من الدول المصنعة -وعلى رأسها الولايات المتحدة- من إمكانية تراجع كميات تلك المعادن، ولكن الخوف الأكبر هو من استغلال الصين لاحتكارها سوق المعادن النادرة، لفرض هيمنتها عالمياً.
ما المعادن النادرة؟
هي مجموعة من 17 عنصراً تظهر بتركيزات منخفضة في باطن الأرض، لكن بعكس ما يوحي الاسم، لا تكمن ندرة تلك المعادن -فقط- في محدودية كميتها بقدر صعوبة وتكلفة تعدينها ومعالجتها بطريقة نظيفة.
أشهر استخدامات المعادن النادرة
الهواتف الذكية، توربينات الرياح، الصناعات العسكرية، صناعات السيارات الكهربائية، الصناعات التكنولوجية، صناعة مصافي النفط، الموصلات الفائقة والبطاريات، الصناعات الدوائية.
كيف تهيمن الصين على المعادن النادرة؟
تستحوذ الصين حالياً على 80% من المعادن النادرة في العالم، وتمتلك حالياً احتياطيات تبلغ حوالي 44 مليون طن، أي ما يقرب من نصف الإجمالي العالمي. أغلب عمليات التعدين والتكرير للمعادن النادرة تحدث في الصين التي تمتلك أكبر مصانع لمعالجة المعادن النادرة في العالم.
لماذا تشعر أميركا بقلق من هيمنة الصين؟
وفرت الصين 80% من احتياجات الولايات المتحدة للمعادن النادرة بين عامي 2014 و2017. يشعر صانعو السياسة الأميركية بالقلق بشكل خاص من تهديد الصين المحتمل لصناعة الدفاع الأميركية التي تستخدم المعادن النادرة في مجموعة واسعة من التقنيات. كل مقاتلة أميركية من طراز (F-35) تحتاج الى 417 كيلوغراماً من المعادن النادرة.
كيف تستغل الصين هيمنتها على المعادن؟
قطعت الصين صادراتها من المعادن النادرة عن اليابان إثر أزمة دبلوماسية حادة نشبت بين البلدين في 2010. في عام 2019، هددت الصين بتقليص صادرات المعادن النادرة الى الولايات المتحدة رداً على حظر شركة هواوي. في فبراير الماضي، بحثت الصين إمكانية فرض قيود على تصدير المعادن النادرة الى واشنطن لحثها على إيقاف بيع مقاتلات (F-35) لتايوان.
كيف تحاول الولايات المتحدة الإفلات من الهيمنة الصينية؟
تسعى الولايات المتحدة حالياً لزيادة الاستثمارات داخل البلاد للتنقيب عن المعادن النادرة عبر برنامج أعلن عنه الرئيس السابق دونالد ترمب بقيمة 800 مليون دولار. يعد جبل "Round Top" في إلباسو-تكساس أحد أكثر الاكتشافات الواعدة للتنقيب عن المعادن النادرة داخل الولايات المتحدة، والذي قد يوفر إمدادات لعدة معادن لمدة 130 عاماً حسب بعض التقديرات.