إن كنت تعاني من ضيق الوقت فلست وحدك، إنها مشكلة جيل كامل. وبمقاربتنا بالجيل السابق سنقول بأن ساعات عملنا أكثر، لكن الأدلة والبيانات لا تدعم هذا الترجيح، حيث تُظهر اليوميات الزمنية -في الولايات المتحدة على سبيل المثال- أن وقت فراغ الرجال قد زاد من 6 الى 9 ساعات أسبوعياً، ومن 4 الى 8 ساعات أسبوعياً للنساء. فأين يضيع الوقت؟
الفخ#1: التكنولوجيا المشتتة
الرسائل والإشعارات التي ترد على معظمها وتتجاهل بقيتها تجعل من وقت فراغك "قصاصات وقت"، هذا ما يطلق عليه الباحثون في هذا المجال، حيث إن ساعة الفراغ تصبح دقائق فراغ متفرقة بين إشعار ورسالة، وهو ما يجعل وقت الفراغ مزدحماً "بالمعترضات" وغير منتج.
الفخ#2: التركيز على المال
هناك هوس ثقافي بأن العلاقة طردية بين المال والسعادة، وهذا خطأ. المال يحمي من الحزن ولكنه لا يجلب الفرح، يُجنبنا النتائج السلبية لكنه لا يخلق نتائج أكثر سعادة، حيث أثبتت الدراسات أن جني مقدار معين من المال سنوياً يكفي لدفع فواتيرك وقضاء وقت من المرح، لا تؤثر أي زيادة فائضة على هذا المبلغ على مقدار سعادتك. فالتركيز على مطاردة الثروة يؤدي -فقط- الى التركيز على مطاردة الثروة.
الفخ#3: التقليل من قيمة الوقت
في استطلاع أجري على مجموعة من الأشخاص -المرتاحين مادياً- أفاد 52% أنهم يٌفضلون الحصول على المزيد من المال على حساب الوقت. وعندما سٌئلوا عن كيفية إنفاق جائزة مالية افتراضية، قال 2% فقط إنهم سينفقونها لتوفير الوقت.
الفخ#4: نعتبر الانشغال "وسام شرف"
نولي أهمية بالغة للعمل، نسعد عندما يُنظر إلينا على أننا "الموظف" الذي يعمل لساعات طويلة، حتى ولو لم تكن منتجة. ونظراً لانغماس هويتنا الذاتية في العمل والإنتاجية، فإن المظهر الاجتماعي للانشغال يجعلنا نشعر بالرضا عن أنفسنا، لكن هذا السلوك ينبيء بحياة غير صحية وغير سليمة.
الفخ#5: لدينا نفور من الكسل
لم يُخلق البشر للبطالة، هذا ما نؤمن به وما يدفعنا لخلق ضغوط زمنية، يسميه الباحثون "نفوراً من الكسل". حيث قام أستاذ علم النفس في جامعة هارفارد "دان جيلبرت" بوضع بعض طلاب الجامعات في غرفة فارغة ولم يمنحهم شيئاً يفعلونه، ففضّل الكثيرون إعطاء أنفسهم صدمات كهربائية خفيقة على أن يُتركوا بمفردهم مع أفكارهم!
الفخ#6: الاعتقاد بأننا نملك الوقت غداً
التفاؤل بالمستقبل يجعلنا نعتقد بأننا سنملك المزيد من الوقت بل أكثر مما نملكه الآن. إحصائياً، أفضل مؤشر على مدى انشغالنا الأسبوع المقبل هو مدى انشغالنا الآن. كثيراً ما تنسى أذهاننا هذه النقطة المهمة وتخدعنا للاعتقاد بأنه سيكون لدينا المزيد من الوقت مستقبلاً عما لدينا الآن. هذا التفاؤل المفرط يعني أننا متعجرفون بإيجابيتنا.