شاي أم قهوة أم شوكولاتة ساخنة؟
أحدهم يأبى تناول فطوره بلا كوب من الشاي، والآخر اعتاد أن يبدأ صباحه بفنجان من القهوة، والثالث يفضل كوباً من الشوكولاتة الساخنة. ثلاثة مشروبات يومية صارت جزءاً لا يتجزأ من حياتنا، وأصبحت ثوابت أساسية في فطورنا خلال ثلاثة قرون، فما القصة وراء اكتشافها؟ وكيف أصبحت هذه المشروبات معشوقة الملايين حول العالم؟
القهوة .. النبيذ الإسلامي
أصل البن يعود للقرن الأفريقي، إذا كانت تنبت شجيراتها في مرتفعات إثيوبيا، وتقول الأسطورة إن راعي أغنام راقب معزة كانت تأكل من شجيرة ما، وفجأة أصبحت في قمة النشاط فدهش لحركتها، ومن هنا اكتُشفت القهوة. بعد ذلك انتقلت الى اليمن ثم الى شبه الجزيرة العربية، وكان الحجاج ينقلونها الى بلادهم فانتشرت في بلاد إسلامية، لكن إيطاليا الكاثوليكية ارتابت من المشروب المسمى بالنبيذ الإسلامي، ولجؤوا الى البابا "كليمنت الثامن"، الذي سمح بها بعد أن تذوقها وأحبها، وبذلك أصبحت إيطاليا عاصمة القهوة في أوروبا.
الشوكولاتة .. مشروب يسد الجوع
عرف شعب المايا الشوكولاتة قبل أوروبا بقرون عدة، وكانوا يشربونها بطريقة مختلفة عن ما نعرفه اليوم، إذ كانوا يحمصونها ويطحنونها ويضعون عليها الفلفل ويشربونها باردة، وسرعان ما أصبحت مشروب المرضى والذواقة من الأثرياء، إذ كان لاذعاً في البداية لكن الأوروبيين وضعوا لمستهم بإضافة السكر، وظلت تلك الحلوى سراً في إسبانيا لما يقرب القرن. ويقول المؤرخ "نيكيتا هارويك" عنها في مذكراته: "كوب واحد من هذا المشروب الثمين يسمح للإنسان بقضاء يوم كامل دون أكل".
الشاي .. صدفة الأوراق المتساقطة
تقول الأسطورة الصينية عن اكتشاف الشاي: "قبل 5 آلاف سنة، كان الإمبراطور شينونغ يغلي الماء تحت شجرة فتساقطت أوراقها في الماء، عند ذلك تعرّف العالم على الشاي". ومن ميناء غوانزو جنوب الصين، بدأت السفن الهولندية والبريطانية والبرتغالية والفرنسية تحمل الشاي الى أوروبا عبر شركة الهند الشرقية التي كانت تحمل ترخيصاً من الحكومات، وأعطيت الضوء الأخضر في عمل أي شيء لجني المال.
مشروبات الطبقة المخملية
استقطبت المشروبات الثلاثة الطبقة المخملية المرفهة، وشقت طريقها للقصور الملكية، فكان الشاي المشروب المفضل لدى ملكة إنجلترا "كاثرين"، وأصبح استهلاكه خاصاً بالنخبة حتى وصلت قيمته الشرائية نحو 850 جنيهاً إسترلينياً لنصف الكيلو، أما الشوكولاتة فكانت المفضلة للملكة "آن" والدة لويس الرابع عشر، وفي فرساي تعلموا صناعة القهوة التركية، فقد حملها سفير إسطنبول "سليمان آغا" هدية دبلوماسية من الدولة العثمانية.