كيف فكّك إدوارد سعيد آلة الاستشراق؟
يعد المفكر والفيلسوف الأميركي ذو الأصول الفلسطينية "إدوارد سعيد" واحداً من أهم الفلاسفة الذين تناولوا ظاهرة الاستشراق الغربي بالدراسة والتحليل والنقد، وربما الأهم على الإطلاق، حيث دارت أبحاث سعيد حول كيفية جنوح الدراسات الغربية للثقافة الشرقية عن المسار العلمي المنضبط، وتحوّلها لخدمة أهداف إمبريالية.
ما الاستشراق؟
هو حركة فكرية وفلسفية نشأت في الدول الاستعمارية كبريطانيا وفرنسا وألمانيا بالقرن الثامن عشر بهدف دراسة الثقافات والأديان واللغات الشرقية وفهمها، ويعرّفه سعيد بأنه إسقاط للفكر الغربي على الثقافة الشرقية بهدف فرض السيطرة.
كيف انطلق الاستشراق من فرضيات مغلوطة؟
بدأت الدراسات الاستشراقية من متحيزة أساساً، وهو ما يتعارض مع ادعاءات المستشرقين التي روّجت لموضوعية الأبحاث والدراسات، حيث ميّز المستشرقون بين الغرب والشرق تمييزاً تراتبياً، إذ اعتُبر الغرب عقلانياً ومسالماً ومنطقياً بشكل طبيعي، أما الشرق فلا يمتلك أياً من تلك الصفات.
ما النظريات التي اعتمد عليها سعيد؟
وقف نقد إدوراد سعيد للاستشراق على أساسين نظريين بشكل رئيسي، أولهما كيفية تأثير الخطاب على السلطة للفيلسوف الفرنسي "ميشيل فوكو"، وثانيهما علاقة الثقافة بالهيمنة السياسية والدور الذي يمكن أن تلعبه الثقافة في فرض رؤى بعينها على المجتمع للفيلسوف الإيطالي "أنطونيو غرامشي".
هل للاستشراق إيجابيات؟
يحسب للمستشرقين جمعهم للمخطوطات وترتيبها في المكتبات الغربية وتسهيل دراستها، لكن النتائج التي خلصت إليها دراسات المستشرقين لا تعد أكثر من دراسات موجهة لخدمة الاستعمار الغربي للشرق، لذلك يعد الاستشراق أيديولوجياً.
كيف نظر المستشرقون للإسلام؟
اهتم العديد من المستشرقين بدراسة الإسلام خاصة، لكن هذا الاهتمام لم يكن بهدف الفهم والاستيعاب بقدر ما كان متوجساً قلقاً من تأثير هذا الدين على الحضارة الغربية، حيث ظهر جلياً في العديد من دراسات المستشرقين التي جاءت بعناوين مثل "مصيبة الإسلام" و "جاذبية الإسلام".
حقائق عن إدوارد سعيد
• ولد في الأول من نوفمبر عام 1935 بالعاصمة الفلسطينية القدس.
• حصل على درجة الدكتوراه في الآداب بجامعة كولومبيا الأميركية عام 1936.
• ظل سعيد مرتبطاً بالجهود المبذولة لقيام الدولة الفلسطينية طوال حياته، وقد كان عضواً بالمجلس الوطني الفلسطيني لقرابة 15 عاماً.
• اتهم سعيد بمعاداة السامية على خلفية صورة التُقطت له وهو يُلقي بحجر على جنود إسرائيليين متمركزين على الحدود اللبنانية الإسرائيلية عام 2000.