مذابح ألمانيا في ناميبيا
اعترفت ألمانيا رسمياً بأن قواتها ارتكبت جرائم إبادة جماعية في ناميبيا إبّان الحقبة التي استعمرت فيها البلاد أوائل القرن العشرين، لتعيد للذاكرة قصة واحدة من أكبر المذابح المجهولة في التاريخ.
لماذ ارتكبت ألمانيا المذبحة؟
• عانى غالبية سكان ناميبيا الأصليين إبان الاحتلال الألماني من أزمات اقتصادية طاحنة، زادت بسببها حالة الاحتقان بين السكان والمستعمرين الألمان.
• سرعان ما تحوّلت حالة الاحتقان الى خلافات ومعارك عام 1904، بيد أن القوى بين الطرفين لم تكن متكافئة.
• صدرت الأوامر للقوات الألمانية بإبادة كل أفراد قبائل هيريرو دون استثناء، ونُقل أفرادها لمعسكرات ذات ظروف معيشية مزرية، استمروا فيها حتى عام 1908.
ضحايا المذبحة: أول إبادة في القرن العشرين
قتل الجنود الألمان في ناميبيا نحو 65 ألفاً من قبيلة هيريرو (من أصل 100 ألف) وعشرة آلاف من قبيلة ناما خلال حملة بين عامي 1904 - 1908، ووصفت المذبحة بأنها أول إبادة جماعية في القرن العشرين.
لماذا أصبحت المذبحة منسية؟
كان لجرائم الحقبة النازية الاهتمام الأكبر عند تقييم التاريخ الاستعماري لألمانيا، حتى إن معظم المدن الألمانية تُحيي ذكرى ضحايا الفترة النازية، ولا يوجد اهتمام يُذكر بضحايا الاستعمار الألماني عموماً، خاصة في المناهج التعليمية.
محطات سبقت اعتراف ألمانيا بالإبادة الجماعية
• 2001: رفعت منظمة تتبع قبيلة هيريرو دعوى مدنية أمام محكمة أميركية للمطالبة بتعويض من الحكومة الألمانية، لكن الدعوى رُفضت.
• 2004: أعرب وزير مساعدات التنمية الألماني عن أسفه للقتل الجماعي، مع رفض تقديم تعويضات مالية لأحفاد الضحايا.
• 2011: تسليم جماجم 20 ضحية للإبادة الجماعية كانت مختزنة لعقود في متحف برلين الطبي التاريخي.
• 2015: بداية مفاوضات بين ألمانيا وناميبيا حول التعويضات عن الجرائم الاستعمارية.
• 2018: سلّمت الحكومة الألمانية لناميبيا رفاتاً بشرية لـ27 شخصاً قتلوا إبان الحقبة الاستعمارية. برلين تعتبر دعوى ناميبيا بشأن الإبادة الجماعية غير مقبولة قانونياً.
• 2021: ألمانيا تعتذر وتعترف رسمياً بأن ما حدث في ناميبيا كان إبادة جماعية وتعد بتعويضات.
ما التعويضات المتوقعة؟
كجزء من الاعتراف الرسمي، ستدفع ألمانيا 1.1 مليار يورو لمشاريع إعادة الإعمار والتنمية في ناميبيا، لكن العديد من القبائل الناميبية ترفض هذه التعويضات، وتراها غير كافية مقابل الضرر الدائم الذي سببته جرائم ألمانيا الاستعمارية.