لماذا كان في القدس حي للمغاربة؟

كانت فلسطين، ومدينة القدس على وجه الخصوص، مقصداً للمغاربة عبر التاريخ؛ فالقدس تستقطب دوماً الحجاج والمجاهدين المغاربة، ومنهم من أحب الاستقرار فيها؛ فما قصة المغاربة مع القدس. ولماذا فيها حارة المغاربة؟

حج المغاربة لا يتم دون بيت المقدس
دأب الحجاج المغاربة على غرار باقي المسلمين على زيارة بيت المقدس في كل رحلة حج، منذ ما قبل الاحتلال الفرنجي لمدينة القدس سنة 1099 ميلادية، وتزايدت أعداد المغاربة بعد استرجاع القدس من الفرنجة سنة 1187 ميلادية، وارتبط حضور القدس في وجدان المغاربة برحلة الحج.

المغاربة وفتح القدس
شكّل المغاربة ما يقارب ربع الجيش الذي قاده صلاح الدين الأيوبي وانتصر به في معركة "حطين" التي استرجع فيها القدس من الصليبيين عام 1187 ميلادية. وبعد هذا الانتصار تمسّك صلاح الدين الأيوبي بالمغاربة وطلب منهم الاستقرار دائماً في القدس، وأقطعهم الأرض التي ستصبح فيما بعد "حارة المغاربة".

القدس مسكن للمغاربة
أسكن الناصر صلاح الدين الأيوبي المغاربة في بيت المقدس بعد انتصار المسلمين في معركتي "حطين" و "فتح بيت المقدس". وهنا اشتهر قوله عن المغاربة: "أسكنت هناك من يثبتون في البر ويبطشون في البحر، وخير من يؤتمنون على المسجد الأقصى وعلى هذه المدينة".

حارة المغاربة بالقدس
أوقف النجل الأكبر للناصر صلاح الدين الأيوبي الملك الأفضل نور الدين "حارة المغاربة" للمغاربة المقيمين في القدس؛ بغية تشجيع أهل المغرب على القدوم الى القدس والإقامة فيها، ليستقروا بمجاورة المسجد الأقصى المبارك، ليتحوّل لى مكان يدل على قدم وجود المغاربة في القدس وحبهم لها.

باب المغاربة
أُنشئ باب المغاربة ليكون أحد الأبواب المنظّمة لدخول القادمين الى المسجد الأقصى، وظل المغاربة يفتخرونن بموقعهم في المدينة المقدسة، وبأحد أبواب مسجدها العامر الذي سمّي باسمهم، حتى كانت مصيبة الاحتلال الصهيوني للقدس عام 1967.

مغاربة القدس يُهجّرون
بعد نكبة عام 1948، بدأت عملية تهجير الفلسطينيين من أراضيهم، وهو ما شمل كذلك الفلسطينيين من أصول مغربية، الذين تقاسموا معاناة التهجير القسري مع الفلسطينيين حيث لجأوا الى سوريا ولبنان، وأقاموا في مخيمات لبنان: في تل الزعتر، وصبرا وشاتيلا، وبرج البراجنة، بينما أقامت غالبية من لجأ منهم الى سوريا في مخيم اليرموك.

من حارة المغاربة الى "حائط المبكى"
بعيد احتلال القدس عام 1967، دمرت قوات الاحتلال حارة المغاربة في مدينة القدس، وحولتها الى ساحة سمّتها "ساحة المبكى" لخدمة الحجاج والمصلين اليهود عند حائط البراق. كما شرد الاحتلال سكان الحارة الفلسطينيين من أصول مغربية، حيث شُرّد المئات، ودُمرت عشرات المنازل، وكان في حارة المغاربة، قبل أن تُهدم، أربعة جوامع، والمدرسة الأفضلية، وأوقاف أخرى.

تم النشر بتاريخ: 28 مايو 2023
انسخ الرابطXfacebookwhatsapp