كيف تعبث العلامات التجارية بأدمغتنا؟
تستطيع العلامات التجارية التلاعب بأدمغتنا عميقاً بشكل مدهش، يمكنها تغيير تصوراتنا عن أنفسنا، كما نستخدمها لعرض هوياتنا على المجتمع، وقد وصل تأثير العلامات التجارية الى حد تقسيم المجتمع الى جماعات متمايزة ومحددة.
دعاية ليست للمنتج
استفادت العلامات التجارية لأكثر من قرن من حقيقة التسويق الفعال يعد أكثر من مجرد الترويج لمزايا المنتج، ففي عام 1871 بدأت شركة السجائر "Pearl Tobacco" الترويج لمنتجها بالملصقات التي تحمل صور نساء عاريات، وقد حققت نجاحاً كبيراً.
الجنس كسلعة
كتب أستاذ علم الأعصاب "مايكل بلات" أن الإعلانات التي تربط الجنس بمنتجات معينة تنشّط آليات الدماغ التي تعطي الأولوية للمعلومات الاجتماعية، وتؤدي الى تحيزنا اللا واعي تجاه هذا المنتج وتدفعنا الى شرائه.
نمط التفكير التلقائي
قال "دانيان كانيمان"، عالم النفس والاقتصادي الحائز على جائزة نوبل، إن التفكير ينقسم الى نمطين رئيسين:
• النمط البطئ الذي يتطلب الكثير من النقاشات الذاتية والمنطق.
• النمط السريع الذي يكون تلقائياً ولا يتطلّب جهداً كبيراً أو تحكماً طوعياً، وهو النمط الذي تعتمد عليه آليات التسويق.
فرد من العائلة
كشف مسح أُجري على أدمغة مستخدمي أبل وسامسونغ باستخدام الرنين المغناطيسي عن ظهور علامات مرتبطة بالتعاطف مع أفراد العائلة على مستخدمي أبل عند الحديث عن أبل، بينما لم يظهر على مستخدمي سامسونغ أي تأثير عند الحديث عن منتجات سامسونغ.
الهوية من خلال العلامة التجارية
قال "أميركوس ريد"، أستاذ التسويق بجامعة بنسلفانيا، إن اختيار الناس لعلامات تجارية بعينها عادة ما يكون تعبيراً عن هويتهم وقيمة أنفسهم التي يعتقدونها من خلال ما يرتدون من ملابس وأزياء، وربما أيضاً تزييفاً لهوية غير حقيقية بغرض الانضمام الى شريحة معينة من الناس.
ما سبل النجاة؟
ربما يكمن الحل في التريث قبل شراء علامة تجارية لتجنب عمليات الشراء التلقائية، وسؤال الذات "لماذا أشتري هذا المنتج؟ وهو أنا في حاجة إليه حقاً؟"، وعندها يمكن الفرار ولو جزئياً من القوة الخفية التي تفرضها العلامات التجارية على المستهلك.