نيكولا تسلا .. العبقري الذي أضاء العالم
نيكولا تسلا مخترع ومهندس ميكانيكي وكهربائي ولد في كرواتيا لأبوين صربيين، درس الرياضيات والفيزياء في النمسا والفلسفة في التشيك ثم هاجر الى الولايات المتحدة وحصل على جنسيتها. العدد الدقيق لإنجازاته العلمية محل خلاف لكن يعتقد أنه مسؤول عن 300 اختراع على الأقل.
المنافس اللدود لإديسون
بعد وصوله الى نيويورك، عمل في مصنع لتوماس إديسون، المخترع الأمريكي الذي ارتبط اسمه بالمصباح الكهربائي لكن سرعان ما غادر العمل نتيجة خلافات. تحوّل تسلا وإديسون الى متنافسين دائمي الاصطدام خاصة بعدما اشتدت "معركة التيارات" في أواخر ثمانينيات القرن 19. دافع تسلا عن التيار المتردد الذي يمتاز بنقل الطاقة عبر مسافات طويلة وهو المعيار العالمي لنقل الطاقة الى اليوم بينما روّج إديسون للتيار المباشر مؤكداً أنه أكثر أماناً.
مخترع ناجح ورجل أعمال فاشل
على عكس إديسون الذي كان رجل أعمال ناجحاً، تسلا لم ينجح في تكوين ثروة من ابتكاراته، بعد محاولة فاشلة لإنشاء شركته الخاصة عمل في حفر الخنادق مقابل دولارين في اليوم. وجد لاحقاً داعمين لبحوثه وحصل على عدد من براءات الاختراع. لفت انتباه المخترع "جورج وستنغهاوس" المنافس الرئيسي لإديسون وأنجزا معاً مهمة إضاءة معرض شيكاغو العالمي عام 1893 وتركيب مولدات التيار المتردد في شلالات نياغرا. نتيحة الافتقار الى رأس المال، قبل تسلا ببيع براءات الاختراع لوستنغهاوس متخلياً عما كان سيكسبه من ثروة كبيرة.
إنجازات ثورية
تسلا كان مسؤولاً عن آلة "Tesla Coil" التي تحول الطاقة الى شحنات عالية الجهد ولها تطبيقات في تكنولوجيا الراديو اللاسلكي وبعض الأجهزة الطبية. يعتبر البعض تسلا الأب الحقيقي للراديو حيث نجح في التحكم في قارب بموجات الراديو قبل أن يتمكن المخترع الإيطالي "غولييلمو ماركوني" من إنجاز أول إرسال لاسلكي عبر المحيط الأطلسي.
مشوار صعب
حياة تسلا كانت مليئة بالعقبات فقد تعرض مختبره لحريق دمر جميع ملاحظاته ونماذجه الأولية. حصل منافسه العتيد على جائزة نوبل لتطوير الراديو بينما لجأ تسلا للقضاء بدعوى التعدي على اختراعاته، الأمر الذي أنصفه القضاء فيه لكن بعد موته.
أحلام لم تكتمل
على طريقة الكهرباء، أراد تسلا توفير الاتصالات اللاسلكية أيضاً في جميع أنحاء العالم وبدأ في بناء شبكة اتصالات عالمية لكن الأموال نفدت ورفض المستثمرون دعمه. ورد أنه عمل قبل وفاته على ما أسمته الصحافة "شعاع الموت" وهو فكرة غامضة أحاطت بها الأساطير وقيل إنها سلاح قادر على القضاء على أهداف عسكرية من على بعد مسافات طويلة وإنهاء كل الحروب.
تقدير متأخر
حصل تسلا على العديد من الأوسمة والجوائز ومن المفارقات أنه فاز بميدالية إديسون من المعهد الأمريكي للمهندسين الكهربائيين. شهد إرثه احتفاء بفضل معجبين روجوا لإنجازاته باعتباره شخصية لم تنل التقدير الكافي وذهب البعض لجمع تبرعات على أمل إعادة شراء مختبره القديم وتحويله الى متحف. كدليل على هذا التقدير المتزايد، سميت شركة السيارات الكهربائية التي يملكها ويديرها إيلون ماسك على اسم صاحب الرؤية والإلهام .. تسلا.
تصرفات غريبة
توفي تسلا عن عمر ناهز 86 عاماً بعد أن أمضى سنواته الأخيرة مقيماً في فندق بنيويورك حيث كان يقضي وقته في إطعام ومحادثة الطيور. روي أنه كان مهووساً بالنظافة الشخصية وتلميع أدوات الطعام وبالرقم 3. اعتُبر كل هذا ضرباً من جنون العباقرة على الرغم من وجود اعتقاد بأنه كان مصاباً باضطراب الوسواس القهري.