كيف تراقب التقنية الموظفين؟
تتجه الشركات بشكل متزايد الى استخدام مجموعة من برامج المراقبة المتطور من أجل تحليل أداء الموظفين، وهي تقنيات وعدت برفع مردودية الشركات واستثمار الموظفين الى أقصى درجة، فهل تفي هذه التقنيات بوعودها، أم أنها تحولت الى جحيم رقمي للموظفين؟
رقابة رغم البعد
أحدث “كوفيد-19” تغييراً في وتيرة العمل وتحول أكثر الى “العمل عن بعد”، لذا ابتكرت مجموعة من برامج مراقبة الموظفين تتيح لأرباب العمل إمكانية قياس إنتاجية العمل في ظل العمل عن بعد، وهو ما جعل ثلث الشركات الأميركية تتبنى نوعاً من نظام مراقبة الموظفين، ما أحدث اختلالاً عميقاً في العلاقة بين الموظف ورب العمل.
“برامج المدير”
بموجب القانون الأميركي، فإن البيانات التي يمكن لأرباب العمل جمعها عن الموظفين كبيرة، فهناك برامج يمكن عبرها التقاط صورة لشاشة جهاز حاسوب الموظف كل 10 دقائق، مع تسجيل التطبيقات والمواقع التي زارها الموظف والمدة التي قضاها فيها، لذا بات يُطلق على هذه البرامج اسم “Bossware”، لأنها تجعل الموظف يشعر بأن المدير ينظر إليه في كل لحظة.
موظف بلا خصوصية
أمثلة هذه التطبيقات:
• ActivTrak: برنامج مراقبة للموظفين مخصص للشركات الصغيرة والمتوسطة خاصة في مناخ العمل عن بعد، يوفر مراقبة لوقت الموظف والإنتاجية.
• Teramind: يساعد على تتبع التطبيقات التي يستخدمها الموظفون، وحظر الوصول الى موقع ويب معين، والتدقيق على نشاطهم، ويحتفظ ببياناتهم.
عمالقة التقنية يراقبونك
توجد أنظمة أكثر شهرة عند الموظفين مثل “Google WorkSpace” و “Microsoft 365″، وهي كذلك تجمع البيانات ولكن تحدد مقدارها ونوعها، وهو ما يسمح لكبار المسؤولين في المؤسسة معرفة التطبيقات التي يستخدمها الموظفون، لكن التطبيقات أمثال “Google WorkSpace” و “Microsoft 365” تحجب هوية الموظف وتقدم البيانات بعد مرور أسابيع من العمل.
فعالية محدودة
لا يوج بحث مستقل محكم يُظهر أن هذه التطبيقات كانت فعالة في رفع وتيرة الإنتاجية الاقتصادية لهذه الشركات، ولكن هناك إجماع أن هذه التطبيقات تقيد حرية الموظفين وتحد من قدرتهم الإبداعية، وهي أدوات مشكوك فيها أخلاقياً وغير عادلة وتؤدي الى الشعور بالتحكم، مما قد يقلل من الإنتاجية.