ماذا تعرف عن زلّة اللسان؟
“زلّة اللسان” الفرويدية
بحسب فرويد، لا تحصل زلّة اللسان مصادفة، كما أنها ليست خطأ تعبيرياً عشوائياً، بل تعبّر عن القناعات الخفية للإنسان الذي يزلّ لسانه، وتفضح رغباته الحساسة ومخاوفه العميقة، أو قناعة شخصية تتسبب له باستثارة شعورية مزعجة كالقلق والكراهية والعدوان أو الحب والهوس.
أمثلة على “زلّة اللسان” أو “الزلّة الفرويدية”
• أن ينادي الشخص زوجته باسم زميلته في العمل.
• أن ينزلق لسان أحد الرؤساء أو السياسيين خلال خطابه فيُفصح عن هوسه بشخص آخر.
• أن يستبدل المتحدّث كلمة بأخرى تشبهها لكنها غير لائقة وذات دلالة جنسية أو عدوانية.
لماذا قد يكبت الإنسان بعض قناعاته الشخصية أو بعض المخاوف والرغبات؟
• من غير اللائق قولها على العلن أو أمام أشخاص غرباء.
• الخشية من أن يشعر الناس بأنه ضعيف عند الإفصاح عن مخاوفه.
• الرغبة أو القناعة نفسها تتسبب لصاحبها بالقلق والتوتر فيحاول كبتها وإنكارها.
ما الذي يحدث حين نكبت رغباتنا ومخاوفنا الحساسة؟
حين يكبت شخص ما رغبة أو خوفاً أو فكرة تطارده، فإنه في الحقيقة لا يلغيها تماماً وإنما ينقلها قسراً الى حيّز اللاوعي، لأن إجبار الأفكار على الاختفاء يزيدها إلحاحاً وحضوراً فتصير أفكاراً اقتحامية، وقد تحضر بكثرة في أحلامه أو في حديثه عن طريق الخطأ.
أتحداك ألا تفكر بـ”فيل وردي اللون” خلال العشرين ثانية القادمة!
هذه هي معضلة كبح التفكير، حين تريد التخلّص من فكرة ما قسرياً فإنها ستزداد حضوراً، وهذا ما يسميه علماء النفس بـ”معضلة الدب القطبي” التي صاغها عالم النفس دانيال ويغنر بنظرية المعالجة الساخرة (CC).
زلات الرؤساء والقادة السياسيون
من الشائع أن يتعرض الرؤساء والقادة السياسيون لزلاّت لسان كثيرة تحت وطأة القلق والتوتر أثناء إلقاء خطاب رسمي أو تصريح إعلامي، ومن الأمثلة المشهورة زلّة لسان “كونداليزا رايز” في حفل عشاء بواشنطن عام 2004، مستشارة الأمن القومي للرئيس جورج بوش الاين آنذاك، حيث أخطأت وقالت: “كما كنت أخبر زوجي…”، بدلاً من أن تقول: “كما كنت أخبر الرئيس بوش”.
ماذا أفعل كي لا أتعرّض للإحراج بفعل زلّة اللسان؟
• استخدم دفتر مذكراتك الخاصة ودوّن الأفكار التي تجول في ذهنك كما هي، دون تجميل ودون إنكار أو حرج.
• أفصح عمّا تشعر به لأحد الأشخاص الذين تثق بهم وترتاح في الحديث معهم، وشاركه همومك ورغباتك بصوت مرتفع.