الدين البغيض .. ديون لا تتحملها الشعوب
معناه
دين غير شرعي ينتهك المبادئ الديموقراطية، اقترضه النظام باسم الدولة لأغراض لا تهدم مصالح الشعب، ويسقط عن الشعب بسقوط السلطة الحاكمة، ويتحمله النظام نفسه وليست الدولة كلها. مبادئ الديموقراطية: الموافقة، المراقبة، المشاركة، المسؤولية، الشفافية.
نشأة المصطلح
ظهر المصطلح لأول مرة على يد الفقيه القانوني الروسي “ألكسندر لاهوم ساك”* عام 1927، أي بعد ربع قرن على تسوية الحرب الإسبانية-الأميركية، حيث قسم الديون الى:
• ديون عامة تلتزم الدولة بسدادها دون تغيير.
• ديون بغيضة لا تلتزم الدولة بسدادها.
الدولة: الأرض والشعب وليس الكيان الحكومي فقط.
*أحد وزراء الحكومة القيصرية قبل الثورة البلشفية، وأستاذ القانون والتشريع المالي والدولي في فرنسا لاحقاً.
تتفاقم الخلافات من آن الى آخر بين الدول وبعضها والمؤسسات بسبب رفض دولة ما سداد ديونها المستحقة بوصفها ديوناً بغيضة لفساد من استدانها، وغالباً ما يكون ذلك عقب التحولات السياسية العنيفة، أو التغيير الجذري للنظام.
متى تلجأ الدول الى وصف الديون البغيضة إذن؟
الاستقلال
مع انحصار السياسة الإمبريالية وبداية حقبة الجمهوريات القومية، امتنعت الدول المستقلة حديثاً عن سداد الديون التي اقترضها المستعمر نيابة عنها، باعتبار الشعب غير مسؤول عن اقتراضها أو استخدامها لتمويل مشاريع وطنية.
قروض شخصية
ترفض الدول أحياناً تسديد ديونها من الموازنة العامة أو أي من مواردها إذا تم التعاقد عليها وتبديدها في مشاريع شخصية للنظام بعيداً عن احتياجات الشعب، مع علم المقرض منذ البداية وموافقته مقابل فوائد أعلى او أي امتيازات أخرى.
يحدث غالباً مع تحوّل نظام الحكم من الملكية الى الجمهورية.
سقوط النظام
تلجأ الدول عادة الى التنصل من ديونها عقب الإطاحة بالنظام الديكتاتوري الحاكم، باعتبارها قروضاً لتقوية النظام وقمع الانتفاضات الشعبية، ولا تحقق أياً من شروط مشروعية الديون الخارجية للدولة، ما يجعلها غير مرتبطة بأراضي الدولة وثرواتها.
يحدث غالباً مع التحول من الحكم العسكري الى الحكم المدني.
دول تنصلت من ديونها قديماً
• أميركا: امتنعت عن سداد الديون التي اقترضتها من كوبا تحت الاستعمار الاسباني إبان الحرب الإسبانية – الأميركية.
• المكسيك: رفضت سداد ديونها للنمسا بعد سقوط النظام الحاكم عام 1837 بوصفها ديوناً بغيضة اقترضها النظام لتثبيت حكمه وقمع معارضيه.
• روسيا: تنصلت روسيا من ديونها الخارجية بعد نجاح الثورة البلشفية بوصفها ديوناً قيصرية.
في العصر الحالي
• الإكوادور: أعلنت في 2008 أن ديونها الواجب سدادها اقترضها نظام فاسد ما يجعلها ديوناً بغيضة، ونجحت في تخفيض الدين العام.
• هاييتي: لجأت الى مبدأ الدين البغيض عام 2008 بعد الإطاحة بنظام ديكتاتوري، ونجحت في إلغاء ديونها الخارجية.