لماذا يعد صراع القوى العظمى أمراً جيداً؟

تعد الأزمات قاعدة أساسية في تنافس القوى العظمى، كما أن مفتاح الازدهار في عصر التنافس بين القوى العظمى هو اغتنام الفرص التي توفرها الأزمات.

عصر التوترات
• خلّفت الحرب الروسية الأوكرانية أزمات عالمية، وأدّت الى زعزعة استقرار النصف الشرقي من القارة الأسيوية، وأثارت حرباً بالوكالة مع حلف الناتو.

• أدت زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي لتايوان الى تصعيد أميركي صيني قد يشعل حرباً جديدة.

• لم تبرم إيران اتفاقاً نووياً مع أميركا والغرب حتى الآن، إضافة الى انتهاء معاهدة "نيو ستارت" بين أميركا وروسيا، بجانب تجدد الأزمة النووية مع كوريا الشمالية.

كشف نيّات الخصم
• تسرّع الأزمات وتيرة التحركات على الساحة الدولية عن طريق المنافسة الجيوسياسية.

• تتكشف النيّات والمساعي المستقبلية للدول عبر تتبع تحركاتها (إبرام المعاهدات - توقيع الاتفاقيات - تدريبات عسكرية مشتركة).

مثلاً؛ أظهرت الأزمات عام 1946 - 1947 عدم رضى الاتحاد السوفيتي عن مكاسبه من الحرب العالمية الثانية.

تحديد نقاط الضعف
• تظهر الأزمات نقاط ضعف الدول بمجرد انخراطهم في صراعات واشتباكات ميدانية، وتختبر الخطوط الحمراء لكل دولة، وردود الفعل بشأن التنافس حول مناطق النفوذ.

• تكشف حقيقة الأسلحة الإستراتيجية، وتبدّد أوهام الآلة الدعائية الوطنية المعتادة حول الجيوش.

على سبيل المثال، كشفت الحرب الروسية الأوكرانية ما يلي:
• ضعف المسيّرات الروسية في إحداث تحولات استراتيجية مقارنة بالمسيّرات التركية.
• ضعف القواعد الصناعية الدفاعية الأميركية والغربية على حدّ سواء.

سرعة تشكيل التحالفات
• تسارع الدول صاحبة المصالح المتداخلة، أو المخاوف المشتركة، في الانضمام الى - أو تدشين- تحالفات (عسكرية - اقتصادية) لتحقيق الأهداف المرجوة.

على سبيل المثال:
• دفعت الحرب الروسية الأوكرانية كلاًّ من السويد وفنلندا للانضمام الى حلف الناتو خوفاً من التمدد الروسي.
• تعمل روسيا وإيران والصين على إنشاء تكتل يضم الثالوث الآسيوي للتغلب على عقوباتهم الاقتصادية ومواجهة أميركا والغرب.

استغلال الفرص
• تخلق الأزمات فرصاً للقوى الكبرى، لم تكن ممكنة في الأوقات العادية، لتعزيز مكانتها الدولية والمشاركة في تشكيل العالم الجديد.

• بفضل مشروع مارشال أصبحت معظم الدول الأوروبية تابعة لأميركا حتى اليوم.

استغلت أميركا دمار الحرب العالمية الثانية، وأطلقت مشروع مارشال لإعادة إحياء أوروبا الغربية وإنعاش اقتصادها ومن ثم دمجها في حلف مناهض لشيوعية السوفييت.

تحاول أميركا تكرار التجربة بإرسال دعم عسكري غير مسبوق لأوكرانيا، في وقت قصير للغاية مقارنة بوتيرة اتخاذ القرار في أمريكا.

توحيد الجبهة الداخلية
• تخلق الأزمات فرصة جيدة لبناء إجماع سياسي داخلي بين صفوف الشعب، وتعزز مشاعر الانتماء مع مواجهة التهديدات الوجودية، ما يؤدي -غالباً- الى اصطفاف الشعب (مؤيد - معارض) كنسيج وطني واحد خلف القيادة السياسية.

دعم الشعب الأميركي سياسات إنفاق حكومته خلال الحرب الباردة بسبب حدة التوترات.

تم النشر بتاريخ: 8 نوفمبر 2022
انسخ الرابطXfacebookwhatsapp