دروس عسكرية من الحرب الروسية الأوكرانية

دفعت الحرب الروسية الأوكرانية بوصفها الحدث الأبرز في 2022، إضافة الى استمرارها بوصفها أزمة ممتدة للعام الجديد، الخبراء والباحثين الى العمل على استخلاص أبرز الدورس العسكرية من الحرب في ظل تداعياتها وتأثيراتها التي تجاوزت نطاق البلدين الجغرافي وألقب بظلالها على العالم كله تقريباً.

صعوبة الحسم العسكري
فشلت المحاولات الروسية في تحقيق الهدف المرجو من غزو أوكرانيا وهو السيطرة على العاصمة كييف والإطاحة بالنظام القائم وتنصيب آخر موالٍ لروسيا، إضافة الى عدم هيمنة روسيا على أي من المجالين الجوي أو البحري، فيما أثّرت الإمدادات الخارجية من الأسلحة والذخيرة والاستخبارات بشكل كبير على مسار الحرب.

أهمية الآلة الدعائية
يرى الخبراء أن معركة السرد عنصر أساسي في الحرب الحديثة بوصفها وسيلة رئيسية للحفاظ على الشرعية من قبل الأطراف المتحاربة.

أوكرانيا: استغل الرئيس الأوكراني وسائل التواصل الاجتماعي لتعزيز حضوره، إضافة الى تكثيف مشاركته في وسائل الإعلام الغربية.

روسيا: عملت روسيا على تحميل أميركا والناتو مسؤولية العدوان الروسي وما تبعهما من تداعيات اقتصادية قاسية أثّرت على الاقتصاد العالمي.

عنصر الكفاءة
رغم التوقعات المسبقة باكتساح الجيش الروسي أوكرانيا استناداً الى الفروقات في حجم الترسانة والإنفاق والتحديث العسكري بين البلدين؛ أخفق الجيش الروسي في اختراق دفاعات العاصمة والتقدم الى وسط المدينة بسبب ضعف الكفاءة وسوء التخطيط.

بداية عهد الطائرات المسيّرة
يعد بروز الطائرات المسيّرة أبرز دروس الحرب بعد أن شهدت ساحاتها استخداماً كثيفاً من كلا الطرفين لتنفيذ المهام المتعددة، وأسهمت في الوصول الى مستوى عالٍ من التكامل البري والجوي. من استخدامتها: الاستطلاع الجوي، تحديد المواقع، استهداف المنشآت الحيوية.

تأثير الجغرافيا
استغلت أوكرانيا غاباتها وأرضها الموحلة في إعاقة التقدم الروسي نحو العاصمة كييف، كما استهدفت هدم الجسور المحورية لزيادة تأخير زحف القوات وتعطيل الإمدادات، بجانب استهداف القوات الروسية أثناء عبورها الأنهار.

تكلفة الأسلحة الدقيقة
أظهرت الحرب التكلفة الباهظة للأسلحة الدقيقة بعد استخدام الروس والأوكران أعداداً ضخمة منها لدرجة نفاد معظم مخزونها من قبل الطرفين، ما أوجب مرونة عسكرية ظهرت في استخدام قذائف أقل دقة وأقل تكلفة وأسرع من حيث الإنتاج والتصنيع. لذا رغم التطورات العسكرية والأسلحة الحديثة؛ ما زالت الحروب تتطلب وجود الأسلحة التقليدية القديمة.

تحوّلت الحرب الروسية الأوكرانية الى صراع طويل رغم التخطيط لها بوصفها "عملية عسكرية خاصة قصيرة"، ما دفع العديد من الخبراء والمراقبين الدوليين الى انتظار نتائجها بوصفها مساهمة في رسم ملامح الفكر والتخطيط الإستراتيجي العسكري للحروب المستقبلية، فيما تشبه الحرب الحالية بالحروب الطويلة السابقة، مثل الحرب الكورية (1950 - 1953) والحرب الإيرانية العراقية (1980 - 1988) وحرب البوسنة والهرسك (1992 - 1995).

تم النشر بتاريخ: 25 ديسمبر 2022
انسخ الرابطXfacebookwhatsapp