ما هو الركود التضخمي؟
لعلك سمعت في الأغلب عن الجهود التي تبذلها البنوك المركزية حول العالم لاحتواء أزمة التضخم المتفاقمة، التي تهدد مستقبل الاقتصاد العالمي، برفع معدلات الفائدة لمحاولة الهروب من فخ "الركود التضخمي". فما معنى ذلك؟
البداية من حرب أكتوبر
ظهر مصطلح الركود التضخمي (Stagflation) لأول مرة عام 1973 في أميركا عقب حظر النفط الذي تبع حرب أكتوبر، حيث تعرضت البلاد لموجة تضخمية كبيرة وشهد الاقتصاد تباطؤاً في معدلات النمو.
كيف يحدث الركود التضخمي؟
يحدث الركود التضخمي نتيجة قلة الإنتاج بسبب الكوارث الطبيعية أو الحروب أو انتشار الأوبئة، ويتفاقم بزيادة المتاح من المعروض النقدي وكذلك ارتفاع أسعار الغذاء والطاقة والمواد الخام.
ما معنى أن اقتصاد ما يعاني من ركود تضخمي؟
الركود التضخمي هو اجتماع مشكلتين في آن واحد. كان الاعتقاد السائد بعد الحرب العالمية الثانية أن هناك علاقة عكسية بين الركود والتضخم، أي أنه في حالة ارتفاع التضخم يقل الركود، والعكس بالعكس، ولكن اتضح لاحقاً أنه يمكن أن يعاني الاقتصاد من المشكلتين معاً. أي أن الركود يساوي تباطؤ النمو الاقتصادي، والتضخم يساوي زيادة الأسعار.
كيف يؤثر الركود التضخمي على الاقتصاد؟
تتفشى ظواهر كثيرة جراء معاناة دولة من ركود تضخمي، أبرزها انتشار البطالة وانخفاض مستوى الدخل وتراجع المستوى المعيشي للمواطنين، كما تنتشر حالات الإفلاس بين الشركات لزيادة المديونية وبالتالي تقل فرص العمل أيضاً.
كيف تسيطر البنوك المركزية على الأزمة؟
تتعامل البنوك المركزية عادة مع كل مشكلة على حدة:
• الركود: تخفّض الفائدة لإتاحة الفرصة لأفراد والشركات لأخذ قروض رخيصة، ما يعني زيادة الإنفاق والاستثمار وبالتالي ينتعش الإنتاج ويتحول الاقتصاد الى النمو.
• التضخم: تُرفع الفائدة لامتصاص السيولة من السوق بإغراء الأفراد بالفوائد المرتفعة لإيداع الأموال في البنوك التجارية وخفض الإنفاق، وبالتالي تنخفض الأسعار ويقل التضخم.
كابوس الاقتصاد المرعب
تلجأ البنوك المركزية عندما يعاني الاقتصاد من ركود تضخمي الى التضحية بإحدى المشكلات لحل مشكلة أخرى، وعادة ما تتركز الجهود لحل أزمة التضخم أولاً، فتقوم البنوك المركزية برفع الفائدة كما فعل الفيدرالي الأميركي والمركزي الأوروبي وكذلك العديد من البنوك المركزية العربية.