الأسبرين .. ما علاقته بالهيروين؟
يعتبر العالم الكيميائي الألماني "فيليكس هوفمان" هو مبتكر واحد من أكثر الأدوية شهرة في العالم، والقرص الأكثر انتشاراً خلال القرن الماضي، الذي خفف آلام ملايين وربما مليارات البشر؛ الأسبرين. لم يبتكر هوفمان الأسبرين فقط، بل بمصادفة غير متوقعة أسفرت تجاربه المعملية الدوائية عن ظهور عقار يوازي الأسبرين شهرة. فقد ابتكر أيضاً مسحوق الهيروين القاتل، وهو ما جعله واحداً من أكثر الشخصيات تأثيراً في عالم الابتكارات الدوائية. فكيف وصل لهذا الاكتشاف؟
ما قبل "هوفمان"
عام 1856: قام الكيميائي الفرنسي "تشارلز فريديرك جيرهارد" بأبحاث لإيجاد شكل أقل تهيجاً لمادة الأسبرين التي يرجع أصلها لأوراق شجرة الصفضاف، فأضاف الخل الى الساليسين لتصنيع حمض "الساليسيليك" لأول مرة لكنه لم يكن نقياً بما فيه الكفاية.
عام 1859: طور الكيميائي الألماني "هيرمان كولبي" وصنّعها بدرجة نقاء عالية.
عام 1874: أخذ عنه تلميذه "فريدريك فون هايدن" هذه الطريقة وبدأ بتصنيعها وبيعها بأسعار رخيصة لكن بدون أن يحل مشاكلها وآثارها الجانبية.
لاحقاً في تسيعينيات القرن التاسع عشر، استخدم الصيدلاني "فيليكس هوفمان" أملاح حمض "الساليسيليك"، لتخفيف آلام والده من الروماتيزم. لكنه ذكر أيضاً أن آثاره الجانبية تتمثل بطعمه المر والتهيج الشديد الذي يسببه للمعدة
البداية
كانت البداية عندما أوكل الى هوفمان مهمة إضافية مجموعة من المواد الكيميائية (CH3CO) الى جميع أنواع المركبات النشطة دوائياً على أمل تحسين فعاليتها أو تقليل آثارها الجانبية بما فيها "حمض الساليسيليك". في 21 أغسطس 1897 توصل هوفمان من هذه التفاعلات الكيميائية الى استخراج مادة "الديامورفين" التي أثبتت انها أكثر فاعلية من مادة المورفين المخدرة المعروفة. وأُطلق على هذه المادة اسم "هيروين". عام 1898، أُعطي الضوء الأخضر لتسويق الهيروين وبيعه دون وصفة طبية على أنه "بديل غير مسبب لإدمان المورفين"، يهدف الى تخفيف السعال الحاد لمرضى السل أو الآلام الشديدة للمرأة في المخاض".
النهايةلم يمض وقت طويل حتى تبين أن الهيروين أكثر إدماناً من المورفين، لتعيد شركة الأدوية النظر في مكوناته وتصنيعه، ويقرر الكيميائي المسؤول عن التصنيع "هنريك دريسار" إنجاز ورقة علمية عن العقار الجديد عام 1899 وتعيد نشره باسم جديد عُرف بـ"الأسبرين".