لماذا يعاني الجيش الأميركي في تجنيد الشباب؟
فشل الجيش الأميركي في تحقيق معدلات التجنيد المستهدفة والمقدرة بنحو 65 ألف جندي للعام الجاري في ظل تقلص أعداد الشباب المؤهلين للخدمة العسكرية، ما أدى الى معاناة الجيش الأميركي من نقص حاد وُصف بأنه الأسوأ منذ خمسة عقود. جنّد الجيش الأميركي 25% فقط من العدد المستهدف لعام 2022 بواقع 15 ألف مجند فقط (العدد المستهدف: 60 ألف جندي) .. أسباب الفشل:
تجارب سيئة
تشير التقارير الحديثة الى أن المجندين المحتملين لديهم أقارب في الخدمة العسكرية، في الوقت الحالي، ينقلون لهم تجارب سلبية منفرة ومدى الصعوبات التي تواجههم، الأمر الذي ينعكس سلباً على جهود الجيش في عملية التجنيد.
امتيازات غير جذابة
لم تعد امتيازات الجيش الأميركي مغرية مقارنة بالوظائف المدنية التي تقدم حوافز مادية ومعنوية أكثر جذباً للموظفين، فضلاً عن طبيعة الحياة العسكرية القاسية وفراق العائلة والالتزام بمعايير صارمة والعمل في بيئة محفوفة بالمخاطر.
تداعيات كورونا
انخفض عدد الشباب المؤهلين للخدمة العسكرية بشكل كبير في سنوات ما بعد الجائحة، حيث عانى الكثيرون من الاكتئاب والقلق وتدهور الصحة العقلية بسبب العزلة الاجتماعية غير المسبوقة، كما أثّر نظام التعليم عن بعد وإغلاق المدارس على انخفاض درجاتهم في الاختبارات القياسية للمجندين المحتملين.
انخفاض مستويات العنف
شكّلت الحروب الخارجية التي خاضتها أميركا عاملاً محفزاً للشباب بوصفها اختبارات واقعية يمارسون فيها القتال وأعمال العنف الحقيقية، ومع انسحاب الجيش الأميركي من أفغانستان فقدت فئة كبيرة من الشباب أهم عامل جذب لهم، إضافة الى انخفاض ثقتهم في المؤسسة العسكرية. ومع ذلك؛ يتجنب قطاع عريض من الشباب الأميركي الانخراط في الحياة العسكرية بسبب قسوة الحروب وعدم الرغبة في خوض هذه التجربة.
عدم استيفاء المعايير
تشير تقديرات البنتاغون الى أن نحو 77% من الشباب لم يستوفوا معايير الالتحاق بالخدمة العسكرية، التي تشمل شهادة الثانوية العامة أو ما يعادلها، ومستوى عالياً من اللياقة البدنية، وعدم تعاطي المخدرات أو التعرض لاعتقال، فضلاً عن تجاوز الحد الأدنى من الدرجات في اختبارات التقديم.