كوكب المريخ .. حقائق وأسرار مذهلة

تسارعت أبحاث علماء الفلك وجهود وكالات الفضاء في السنوات الماضية، للتعرف أكثر على كوكب المريخ، رابع الكواكب بعداً عن الشمس، وأكثرهم إثارة لفضول البشر، حتى أنهم فكروا في إقامة مستعمرة عليه في المستقبل إذا استطاعوا الوصول إليه. فلماذا يثير كوكب المريخ فضول البشر منذ القدم؟ وما الأسرار التي يخفيها وتجعله كوكباً مميزاً في مجموعتنا الشمسية؟

هل هو كوكب صدئ؟
يتميز كوكب المريخ بسطحه الترابي الذي يضم كمية هائلة من أكسيد الحديد، وبسبب العواصف الترابية التي تميز أجواء هذا الكوكب، فإن الغبار يتصاعد الى غلافه الجوي، حيث يتفاعل مع الهواء، ويكتسب ذلك اللون الأحمر المميز، مثل لون الصدأ. ويرجح علماء وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" أن غنى المريخ بالحديد في باطنه، وجاذبية الكوكب الضعيفة، هو ما أدى الى تكون الكثير من الطبقات العليا والسطحية التي أكسبته هذا اللون.

الكوكب الأحمر .. تسمية قديمة
بما أن المريخ هو أحد الكواكب الخمسة التي يمكن أن نراها بالعين المجردة دون مساعدة التلسكوب، فإنه يظهر متوهجاً خلال الليل في السماء بين حين وآخر. وأطلق العرب منذ القدم اسم المريخ على هذا الكوكب، وهي كلمة مشتقة من كلمة "أمرخ" أي ذو البقع الحمراء، كما أسماه المصريون القدماء "ديشر" وتعني "الأحمر". ولا عجب أن تتشارك الشعوب القديمة في نعت الكوكب بلونه الأحمر، لكن اليونانيين ذهبوا أبعد من ذلك وأسموه "مارسط نسبة الى إله الحرب اليوناني، بسبب مظهره الدموي.

هل كان كوكباً حياً فيما مضى؟
يرى العلماء اليوم أن كوكب المريخ كان في السابق لا يقل كفاءة عن الأرض، في إمكانية احتضان الحياة بمختلف أشكالها على سطحه، حتى إنه كان يحتوي على محيطات مملوءة بالمياه. ويرى البعض أن فاجعة عظيمة ألمت بمناخ الكوكب وبغلافيه الجوي والمغناطيسي، مما أدى الى تبخر مياهه منذ حوالي 3.5 مليارات سنة، حتى أصبحت سبل الحياة منعدمة على سطحه.

يوم وسنة المريخ
يكمل المريخ دورة كاملة حول الشمس كل حوالي سنتين (687 يوماً) بحسابات الأرض. أما اليوم المريخي فهو أطول بـ37 دقيقة فقط من اليوم الأرضي.

وجود الماء .. تصور خاطئ
مع نهاية القرن التاسع عشر، شاع في وسط المجتمع العلمي أن المريخ يحتوي على ما ء في حالته السائلة. واستمرت الشكوك حول ذلك حتى منتصف القرن الماضي، حين التقط مسبار "مارينز4" صوراً قريبة من سطح المريخ، تظهر بوضوح أن لا أثر لوجود ماء هناك. وأن كل تلك الادعاءات بشأن القنوات المائية، لم تكن سوى تهيؤات وأحلام فلكية.

بين المريخ والأرض .. سمات مشتركة
يشترك المريخ مع كوكب الأرض في خصائص عدة، مثل درجة الميلان، فزاوية ميلان محور دوران الكوكب الأحمر تقدر بـ25 درجة، وهي لا تختلف كثيراً عن درجة ميلان محور الأرض المقدرة بـ23.5 درجة. يؤدي هذا الميلان الى تعاقب الفصول الأربعة، ويظهر بسببه الجليد على قطبي الكوكب الأحمر. كما يحيط بالمريخ غلاف جوي لكنه رقيق، وأقل بمئة مرة عن شبيهه في الأرض. كما يوجد فيه الأوكسجين لكن بنسبة ضئيلة جداً تقدر بـ0.16%.

رحلة الى المريخ بدون عودة
في عام 2012، تبنّت منظمة هولندية تدعى "مارس ون" مشروع إرسال أول إنسان الى المريخ، وكانت تهدف الى إرسال أربعة رواد فضاء بحلول عام 2022 الى المريخ، في رحلة ذهاب بلا عودة، وتضمنت الخطة إرسال مجموعة أخرى من الرواد بعدها بعامين، وهكذا الى أن يكتمل تشييد أول مستعمرة على المريخ. لكن المنظمة أعلنت إفلاسها لاحقاً عام 2019، بسبب عدم إلمامها بالأمور اللوجستية والسلامة الطبية لرواد الفضاء، ويرى منتقدو المشروع أن الأمر كان أشبه بعملية انتحار جماعية خارج الأرض.

تم النشر بتاريخ: 1 سبتمبر 2023
انسخ الرابطXfacebookwhatsapp