كنج عثمان .. السلطان الذي حاول إصلاح الجيش

صعد السلطان "عثمان الثاني" الى عرش الإمبراطورية العثمانية عام 1617، والمعروف بـ"كنج عثمان" أي عثمان الشاب، في ظل تحديات داخلية وخارجية خطيرة تهدد الدولة، ولكن محاولات مواجهتها انتهت الى كارثة حدثت لأول مرة في تاريخ العثمانيين.

مواصفات استثنائية
تميّز السلطان الشاب بصفتين أثارتا ضده أحقاد الطامعين في السلطة، الأولى كانت الاهتمام الشخصي بتفاصيل إدارة الدولة، والثانية كانت الثقافة العالية، حيث كان يتقن العربية والفارسية واللاتينية واليونانية والإيطالية، كما كان أديباً وشاعراً.

القضاء على مراكز القوة
اختار الصدر الأعظم ومفتي الدولة العثمانية عم السلطان المضطرب عقلياً لتولي العرش، ورداً على ذلك قام السلطان الشاب بعزل الصدر الأعظم ونزع الكثير من الصلاحيات المهمة لمفتي الدولة.

المشكلة البولندية
اعتدت القوات البولندية على الحدود العثمانية وأنشأت العديد من القلاع بالقرب منها، كما احتلت قلعة "خوتين" التابعة لولاية البغدان العثمانية (مولدوفا حالياً)، فأمر السلطان "عثمان الثاني" بشن الحرب على البولنديين.

حملة عسكرية فاشلة
فشلت الحملة العسكرية التي قادها السلطان بنفسه في تحقيق نصر على البولنديين، حيث انتهت الحرب بعقد اتفاقية بين الطرفين، وتكبد الجيش العثماني خسائر كبيرة في صفوف صفوة قادته.

الإنكشاريون نقطة ضعف
وجد السلطان أن تخلف الإنكشارية (قوات الصفوة في الجيش العثماني) أثناء المعركة كان سبباً في فشل الحملة، فعاقبهم باقتصاص جزء من مستحقاتهم المالية، وليس ذلك فحسب، بل خطط لاستبدال قوات جديدة من مصر والشام بهم.

ثورة الإنكشارية
فطن الإنكشارية لخطة السلطان، حيث كان يستعد لأداء الحج ثم العودة لبلاده وسط جيشه الجديد، فتجمهر الإنكشاريون حول قصر السلطان متذرعين برفضهم للحج استناداً الى فتاوى قديمة، ولكن الحقيقة كانت محاولة منعه من تنفيذ خطته.

مطالب تعجيزية
تطور الأمر سريعاً بين السلطان وجنوده الثائرين، حيث طالبوه بقتل أستاذه "عمر أفندي" بالإضافة الى 6 من المقربين إليه، وذلك ما رفضه السلطان بالطبع، لما يعنيه من تعدّ صريح على سيادته.

النهاية المأساوية
اندفع الإنكشارية الى القصر بعد إصرار السلطان على موقفه، وقبضوا عليه وأعدموه شنقاً، ليقع السلطان ضحية لجنوده لأول مرة في تاريخ الدولة العثمانية.

تم النشر بتاريخ: 13 سبتمبر 2023
انسخ الرابطXfacebookwhatsapp