أكثر المعارك دموية بالتاريخ، 6 أشهر من القتال المستمر، والنتيجة سقوط ما لا يقل عن مليوني جندي بين قتيل وجريح .. إنها معركة ستالينغراد، المعركة التي غيرت مجرى الحرب العالمية الثانية، وتسبب في سقوط هتلر والنازية للأبد.
في ليلة من ليالي يوليو من عام 1942، كان هتلر يضع الخطط مع معاونيه وقادة جيشه النازي لإحكام السيطرة على المعسكر الشرقي، الاتحاد السوفيتي خصم عنيد بعد أن كان خارج المعادلة وقتها، كانت هناك مدينة روسية تدعى ستالينغراد تحمل أهمية استراتجية كبرى بالنسبة للألمان، فلو أن هتلر أحكم السيطرة عليها، ربما تغيرت نتيجة الحرب العالمية الثانية. غزو هذه المدينة وإخضاعها كان يعني سيطرة الألمان على حقول نفط القوقاز ووضع يدهم على نهر الفولغا الذي مثّل حينها شرياناً حيوياً لموسكو بسبب اعتمادها عليه بعملية نقل المساعدات والمواد الخام.
شن الجيش النازي هجوماً عنيفاً على المدينة عبر استراتيجية كان يسميها هتلر وقتها "حرب البرق" أي هجوم سريع خاطف، مكوّن من قوات برية وأخرى جوية وحملات بالدبابات والمركبات الهجومية، كل ذلك تسبب في إسقاط أجزاء كبيرة من المدينة وتحويلها لكومة من الحجارة والأنقاض، وبالفعل رفرف العلم الألماني وسط مدينة ستالينغراد في سبتمبر من عام 1942.
شارك في معركة ستالينغراد نحو 400 ألف جندي ألماني معهم 235 ألف جندي إيطالي يساندهم نحو 200 ألف روماني و200 ألف مجري ومئات الآلاف من الجنود الألمان انضموا لاحقاً، متسلحين وقتها بأكثر من 10 آلاف قطعة مدفعية و 500 دبابة ونحو 400 طائرة قادرة على الطيران والهجوم، فيما قابلهم في الجانب السوفييتي نحو مليون جندي لديهم 13 ألف قطعة مدفعية ونحو 900 دبابة وما يزيد عن 1500 طائرة عسكرية.
كان القتال محتدماً وأهوال دمار هذه المعركة استمرت قرابة 200 يوم، خسر الألمان فيها نحو مليون شخص بين قتيل وجريح وأسير، وسقط من السوفييت ما يزيد على المليون جندي حتى تمكنوا من استرداد مدينتهم. لقد كانت ستالينغراد قلعة حصينة عجز الألمان عن اختراق حصونها في أجواء شتاء حاسم للمعارك، في حين أن هتلر لم يستوعب الدرس وهو أن الروس لا يخسرون على أرضهم في فصل الشتاء.
تفوق السوفييت على الألمان بعملية تسمى "أورانوس"، استسلم الألمان في الـ2 من فبراير من عام 1943 لقوات الجيش الأحمر الذي طرد وقتل وأسر الكثير من جنود هتلر ومعاونيه، واضعاً بذلك حداً لأسطورة الفيرماخت أو أسطورة القوات المسلحة الألمانية التي لا تقهر.
