تصاعدت أهمية المعادن النادرة (تتكون من 17 عنصراً تقريباً، وتدخل في 200 نوع على الأقل من الصناعات الحديثة) في السنوات الأخيرة مع الاتجاه العالمي للتحول الأخضر ومساعي الوصول الى الحياد الكربوني، لكن تلك المعادن ليست نادرة من حيث الكمية، بل ندرتها في عدم وجودها منفصلة عن المعادن الأخرى، فضلاً عن صعوبة فصلها عنها .. أسباب الصراع:
عدم كفاية التعدين الأرضي
يعتقد المروّجون للتعدين في أعماق البحار أن التعدين الأرضي لن يلبي الاحتياجات المتزايدة من المعادن النادرة خلال السنوات المقبلة، خاصة الضرورية في عملية التحول الأخضر مثل الكوبلت والنيكل والليثيوم (تستخدم في صناعات متعددة أبرزها البطاريات المستخدمة في السيارات الكهربائية والألواح الشمسية وتوربينات الرياح).
طفرة تكنولوجيا البطاريات
أدت التحولات العالمية في مجال الطاقة النظيفة الى زيادة الطلب على المعادن النادرة المستخدمة في تكنولوجيا البطاريات في الوقت الحالي، مع توقعات بزيادة الطلب العالمي على المعادن النادرة أربعة أضعاف بحلول عام 2040.
كسر احتكار روسيا والصين
تهنتم بعض الدول باستغلال التعدين البحري لكسر السيطرة الاحتكارية لكل من الصين وروسيا على استخراج المعادن الأرضية النادرة، بوصفهما أكبر المصدرين في العالم. توصف المعادن النادرة بأنها "سلاح الصين العظيم".
تحقيق أرباح ضخمة
بالإضافة الى حماية الأرض من المناخ؛ تشير التوقعات الى احتواء قيعان المحيطات على معادن أكثر أهمية من جميع الاحتياطات الأرضية في العالم، وهو ما يعني تحقيق أرباح ضخمة إذا استُخرجت.
بصمة كربونية منخفضة
يزعم المروّجون للتعدين البحري أنه سيترك بصمة كربونية (إجمالي الغازات الدفيئة الناتجة عن الانبعاثات الصناعية أو الخدمية أو الشخصية) مقارنة بالتعدين الأرضي، فضلاً عن التأثيرات الجانبية الأقل خطورة على البشر.
تحركات دولية
دفع التنافس على ثروات القاع والاهتمام بالتعدين البحري الى زيادة التحركات على الساحة الدولية؛ موافقة أممية على أول معاهدة لأعالي البحار، وضع خارطة طريق لتنظيم قواعد التعدين البحري، زيادة أعداد الشركات المتنافسة على التعدين البحري. أبرز المتنافسين: ألمانيا والصين وكوريا الجنوبية والنرويج.
مخاطر بيئية
يعارض النشطاء البيئيون عمليات التعدين المائي بسبب مخاطرها البيئية: تهديد مباشر للكائنات البحرية، تدمير عوالم بحرية غير مكتشفة بالكامل، تهديد وجودي للنظم البيئية البحرية، التأثير على السلسلة الغذائية للمحيطات، ضوضاء صناعية تشوه التواصل بين الكائنات البحرية. أبرز المعارضين: ألمانيا وفرنسا وإسبانيا ونيوزيلندا وأيرلندا والسويد.