ساهم معنا

الحبر الياباني .. أغلى حبر في العالم

حبر ليس كغيره من الأحبار، صناعته سر توارثته الأجيال، و4 سنوات كاملة هي المدة اللازمة لإنتاجه، بدايته كانت في الصين لكنه انتقل الى اليابان وأصبح يُنسب لها، إنه الحبر الياباني الأغلى في العالم. الآثار الأولى للحبر الياباني عُثر عليها في الصين منقوشة على مجموعة من العظام القديمة وقواقع السلاحف، ثم انتقلت بعد ذلك لليابان. الحبر هذا يحمل اسم "سومي" ويعني باليابانية لوحة الحبر. أما عن طريقة صنعه فهي فريدة للغاية ورغم قدمها إلا أنها لا تزال موجودة الى يومنا هذا، يُطلق على المرحلة الأولى من عملية التصنيع اسم "اصطياد الدخان" ويتم فيها جمع عدد من المصابيح الزيتية في غرفة وإضاءتها بزيت بذور اللفت ثم تتم تغطية المصابيح بأوانٍ خزفية لتتراكم عليها مخلفات الاحتراق والنار أو "السخام" وفي هذه المرحلة يضاف زيت جديد للمصابيح في كل ساعة، وفي المرحلة الثانية يتم جلب غراء نباتي أو حيواني ويسخن في جرة نحاسية لعمل محلول منه، يخلط بعد ذلك محلول الغراء بالسخام الناتج عن المرحلة الأولى، أما في المرحلة الثالثة فيتم عجن ذلك الخليط في قالب خشبي باستخدام اليدين والقدمين في عملية تستمر عدة ساعات الى أن يتصلب قالب الحبر، لتأتي المرحلة الأخيرة التي يجفف فيها القالب حيث يوضع أولاً في الرماد لامتصاص الرطوبة منه ثم يعلق في الهواء الطلق حيث يجف، وقد تستغرق هذه المرحلة من 6 أشهر الى 4 سنوات ويفقد فيها القالب 70% من المياه الموجودة فيه، يعد ذلك تغسل القوالب بالماء وتوضع على نار الفحم لتليين أطرافها قليلاً وتصبح جاهزة للاستخدام والبيع. ولاستخدام الحبر هناك عملية أخرى لا تقل تعقيداً عن صنعه، حيث يتعين على الشخص وضع المقدار المرغوب فيه من قالب الحبر في حجر ثم سكب الماء فوقه وطحن الحبر مع الماء حتى يصبح سائلاً. لون الحبر الناتج ونوعيته يعتمدان على مهارة الخطاط ومعرفته بنوع الحبر ونسبة الرطوبة الموجودة في الجو وتوافقه مع الورق. كما أن هناك أنواعاً لا تطحن إلا بأصابع اليد مثلاً. العملية المعقدة لتسييل الحبر، دفعت مدرس ابتدائية يابانياً لابتكار مفهوم "السومي" السائل في ثمانينات القرن التاسع عشر، وذلك عندما لاحظ أن طلابه يواجهون صعوبة في تسييل قوالب الحبر باستخدام المياه الباردة في الشتاء. استخدام الحبر الياباني السائل له مشاكله؛ فهو يفسد بعد مدة ويتحلل بغضون عامين فقط، وتتم معالجة المشكلة بإضافة مواد حافظة لكن ذلك يفقده بعضاً من رونقه. قد تبرر عملية إنتاج وحفظ حبر "السومي" المعقدة، سبب ارتفاع سعره حيث يبلغ سعر القالب الصغير منه ذي الـ200 غرام حوالي 2000 دولار أميركي، في الوقت الذي يمكن شراء ضعف تلك الكمية من الحبر العادي بأقل من 9 دولارات.
انسخ الرابطXfacebookwhatsapp

معلومات مختارة