ظاهرة الاختفاء والهجران دون سابق إنذار

ما المقصود بمصطلح "الغوستنج" (ghosting)؟
يشير مصطلح "الغوستنج" ببساطة الى اختفاء شخص ما من حياتك دون تفسير أو سابق إنذار وكأنه صار شبحاً، ويستخدم خاصة في العلاقات العاطفية بالدرجة الأولى، لكنه يُعمّم ليشمل أيضاً بقية العلاقات الاجتماعية.

متى ظهرت الكلمة؟
انتشر مصطلح "الغوستنج" منذ نحو 7 سنوات، مع ظهور ظاهرة المواعدة عبر الإنترنت، واضافها قاموس "ميريام ويبستر" رسمياً عام 2017. في الواقع تُستخدم الكلمة منذ التسعينيات تقريباً في الأوساط الأدبية لوصف الكاتب الشبح أو كاتب الظل (ghostwriter)، ومعناه الكتابة نيابة عن شخص آخر. انتشر المصطلح مؤخراً لأن وسائل التواصل الاجتماعي أتاحت للآخرين فرصة الاختفاء بسهولة، ومع تكرار الفعل وفهمة ظهرت الكلمة على الساحة حتى بين متحدّثي العربية.

أشكال الاختفاء الهجران الفجائي
اختفاء فجائي: في معظم الأحيان يكون الاختفاء واضحاً ومباشراً؛ اختفى الشخص فجأة، انتهى. فيحظرك أو يُلغي صداقتك معه مثلاً، ولا يستجيب لمحاولات تواصلك لمدة طويلة.

اختفاء تدريجي: يقل تواصله بداية، ينسحب من أي خطط مستقبلية للقاء، لا يعطي وعوداً، لا يشاركك الكثير، لا يدعك تقابله ولا يُعرّفك الى أصدقائه ولا يخبرك شيئاً عن حياته، ثم يختفي من وسائل التواصل الاجتماعي.

لماذا يختفي بعض الأشخاص من حياتك فجأة؟
كثرة الاختيارات المتاحة: فتحت وسائل التواصل باباً غير محدود للتعرّف على الأشخاص الآخرين، وهو ما يجعل الأفراد أكثر قابلية للاستبدال.

الخوف من ردّ فعل الآخر: قد يختفي شخص ما دون إنذار خوفاً من ردّ فعل المتلقي، وخوفاً من عدم قدرته على تبرير أسباب رغبته بالرحيل.

تجنب عناء المواجهة: من الأسهل أن يختفي المرء بضغطة أو لمسة على هاتفه بلا مواجهات أو مبررات.

الآثار النفسية للاختفاء والهجران الفجائي
الحزن الشديد أو الاكتئاب الناجم عن التغيّر المفاجئ، لوم الذات بحثاً عن الأخطاء التي قد تكون السبب، القلق الناجم عن الترقّب والانتظار المفتوح، الخوف من الهجران لاحقاً في العلاقات الجادة، الارتياب وفقدان الثقة بالآخرين ونيّاتهم، تدني احترام الذات وتشكك الشخص بنفسه وكفاءته.