أكثر من ثلاثة آلاف عام وصوت قرع طبولهم لم يتوقف، طبول في ظاهرها الاحتفال والرقص لكن في باطنها تذكير بأهم معركة وقعت بين أشهر قبيلتين هناك، حرب كانت حامية الوطيس بين قبيلتي الميهان وزلواز قبل أن تتوقف فجأة ويعم السلام. إنهم قبائل الطوارق ومهرجان "السبيبة".
في بلدة جانت التي يبلغ عدد سكانها 14 ألف نسمة في جنوب شرقي الجزائر، دارت قديماً حرب ضروس بين قبيلتين من صحراء "طاسيلي ناجر" تقول رواياتهم إن تلك الحرب تزامنت مع نجاة نبي الله موسى من الغرق ومن فرعون قبل آلاف السنين، وقتها توقفت الحرب وأعلن كبار القوم عن معاهدة للسلام بل واتخاذ هذا اليوم عيداً وطقساً من طقوس الفرح تدق فيه الطبول ويتوشح فيه الرجال بملابس خاصة احتفالاً وتقديساً لليوم الذي نجا فيه موسى من شرور فرعون.
احتفالات "السبيبة" تدوم عشرة أيام كاملة، الرجال يؤدون رقصات تقليدية معتمرين قبعات ذات أنماط هندسية خاصة، يمسكون بسيوفهم في يد ويلوحون بها في إشارة منهم الى النصر والقوة، بينما تتزين يدهم الأخرى بالأوشحة كدليل على السلام والخير، أما النساء فيضعن زينة خاصة في هذا اليوم عبر السيدات اللاتي لديهن خبرة في ذلك، فيرسمن الحناء ويضعن الحلي مع إنشادهن أهازيج خاصة على وقع طبول تقليدية.
الاحتفال بيوم السبيبة مدرج منذ العام 2014 في قائمة التراث الثقافي لليونسكو الذي حدد تاريخه حكماء القبل هناك، بموعد المعركة التي دارت بين قبيلتين من الطوارق هما "الميهان" و "زلواز"، ومن ذلك الحين يبدأ الاحتفال في العاشر من محرم ويستمر 10 أيام كاملة.