الأبطال الخارقون .. محطات ذات سياق فكري
تحمل سينما "الأبطال الخارقين" بين طياتها أفكاراً تعكس سياقاً فكرياً معيناً، من الترويج التجاري الى البعد السياسي مروراً ببعض الأفكار الفلسفية، لذا سنعرض لكم بعضها لأهميتها في مشوار تطور فكرة البطل الخارق في السينما.
سوبرمان الذي لا يموت
كان "سوبرمان" أول بطل خارق في الكتب المصورة الأميركية التي أنتجتها "دي سي كوميكس" عام 1938، وأُنتج أول فيلم عنه عام 1949، حيث أصبح ابن كوكب كريبتون الخيالي النموذج الأصلي للبطل الخارق، والمحارب الأول للشر عبر قدراته الخارقة، ليجسد بذلك قوة الرجل الأبيض الخارق الذي جاء لإنقاذ العالم، وليستمر إنتاج أعمال طوال مسار عمل استوديوهات "دي سي".
كابتن أمريكا رمزاً للتفوق
يعد "كابتن أميركا" أهم شخصية خلقتها "مارفل" لمنافسة "دي سي" التي أنتجت "سوبرمان، واستغلت "مارفل" سياق الحرب العالمية الثانية وانتشار توظيف البروباغندا لجعل بطلها الذي ظهر عام 1941 جندي أميركا الأول الذي يحارب ضد دول المحور في الحرب العالمية الثاني، حيث بنت "مارفل" سردية بأن الغرب هو الخير، ودول المحور هي الشر الذي يجب محاربته.
باتمان ومواجهة الشر العميق
في مطلع الثمانينيات ظهرت شخصية "باتمان" على شاشات السينما، بوصفه بطلاً قدمته "دي سي" جاء لينقذ مدينة جوثام من تلوث الفساد، وتميز بكونه إنساناً لا يمتلك قوة خارقة سوى تسلحه بآلات متطورة، لكن هذه الشخصية لم تر بريقها التام إلا بعد سلسلة المخرج "كريستوفر نولان، الذي قدّم لنا بُعداً أخلاقياً لها، وأظهر فيها أن الشر والخير ليسا أحاديي البعد.
"لوغان" موت البطل
تعد سلسلة "إكس مين" مهمة بحكم أنها قدمت لنا الأبطال الخارقين بتصور آخر، فريق من الأبطال يتميز كل منهم بصفة خارقة معينة تجعله قادراً على مواجهة الشر، ورغم أن أفلام "إكس مين" التي قدمتها "مارفل" وجدت إقبالاً كبيراً، فإن فيلم "لوغان" له وقع سينمائي خاص، لأنه قدم لنا ضعف وعجز البطل الذي غلبه العمر، ليمهد الطريق لـ"موت البطل"، وهو ما استحسنه العديد.
البطل الخارق الهزلي
عادة ما يكون البطل الخارق متسماً بالجدية والصرامة، وهي صفة لصيقة بمن يجب عليه إنقاذ العالم من أهوال الشر، لكن عوالم الأبطال الخارقين أمست تقدم لنا بعض النماذج التي تتسم بالهزلية، ولعل أبرزها شخصية "ديد بول" الذي أصدرته "مارفل" عام 2016، في محاولة لإظهار أن البطل ينقذ العالم لأنه يستمتع بذلك أكثر من كونه واجباً أخلاقياً، وهو ما استحسنه المراهقون.
أبطال الأقليات الخارقون
انعكس تمدد تيارات النسوية في الداخل الأميركي وبين أروقة السينما العالمية على عالم الأبطال الخارقين، فبدأت أفلام لبطلات مثل "الأرملة السوداء" و"كابتن مارفل" بالظهور، كما أنها قدمت أفلاماً من بطولة أصحاب البشرة السمراء مثل "الفهد الأسود"، فاسحة المجال لأفكار الأقليات للبزوغ على حساب بعض القيم.