وظّفت الولايات المتحدة الأميركية الإنترنت لمواجهة أعدائها كونه إحدى أدوات إدارة الصراع، نظراً لقدراته الاستثنائية مثل الاختراق والتجسس على البيانات والأهداف الحساسة، إضافة الى انخفاض تكلفته مقارنة بالأدوات الأخرى، بجانب ارتفاع تكلفة الخسائر الناتجة عنه أيضاً. كيف ومتى ولماذا؟
دعم أوكرانيا
مع بداية الغزو الروسي لأوكرانيا، قدمت شركة "سبيس إكس" الأميركية خدمة الإنترنت عبر أقمار "ستارلينك" لأوكران دون مقابل، لتمكين المواطنين من متابعة ومعرفة آخر تطورات العمليات العسكرية الميدانية، والحد من انتشار الشائعات والأكاذيب التي تروجها الآلة الدعائية الروسية.
استهداف الصين
أعلنت الصين تعرّضها لوابل من الهجمات السيبرانية الأميركية باستخدام 41 سلاحاً سيبرانياً للهجوم على "جامعة شمال غرب الصين للعلوم التطبيقية" بهدف سرقة البيانات التقنية الحساسة، إضافة الى اختراقات عشوائية أخرى بهدف المراقبة والتجسس. بلغ عدد الهجمات الأميركية على الصين أكثر من 1000 هجمة سيبرانية.
مصادرة عملات مشفرة من كوريا الشمالية
صادرت أميركا أكثر من 30 مليون دولار من العملات المشفرة المسروقة من إحدى الألعاب الإلكترونية (Axie Infinity) بواسطة بعض القراصنة الكوريين الشماليين، في خضم الصراع الدائر بين أميركا وكوريا الشمالية في الفضاء السيبراني.
دعم حرية الإنترنت في إيران
تعمل أميركا على إيجاد آليات بديلة تمكّن المواطنين الإيرانيين من الاتصال بالإنترنت بعد انقطاعه في إيران بسبب الاحتجاجات على مقتل "مهسا أميني" إبان احتجازها في مقر "شرطة الأخلاق"، كما أصدرت وزارة الخزانة الأميركية الرخصة العامة الإيرانية (2-D) التي تسمح بموجبها لشركات التكنولوجيا بتقديم المزيد من الخدمات الرقمية للمواطنين في إيران، لتعزيز حرية الإنترنت، ودعم التدفق الحر للمعلومات ووصول الشعب الإيراني إليها.
هجوم مرتد
طوّرت بعض الدول مثل إيران وروسيا والصين قدراتها السيبرانية للدفاع عن منشآتها الحيوية ضد الهجمات السيبرانية الأميركية، إضافة الى تنامي خبرات بعض الدول في الأنشطة السيبرانية السرية، واستخدامها الإنترنت بصفته أداة قمعية، إضافة الى توفر إمكانية الهجوم العكسي ضد أميركا أيضاً. على سبيل المثال: مع بداية الغزو الروسي لأوكرانيا، أظهرت الولايات المتحدة الأميركية قلقاً بالغاً من احتمالية شن الروس هجمات سيبرانية رداً على فرض عقوبات قاسية ضد روسيا ودعم أوكرانيا عسكرياً، لعدم قدرة الحكومة الأميركية على صد تلك الهجمات.
لا يمكن لأي دولة استخدام الإنترنت بمعزل عن الأدوات الأخرى لتحقيق أهدافها، ومع ذلك، لا يمكن إنكار فاعلية توظيف الإنترنت في ترجيح كفة أحد الأطراف المتصارعة على حساب الأطراف الأخرى.