من الحقائق المعروفة، الاختلاف الكبير بين الناس حول تذوق نوع ما من الطعام أو الشراب، هناك من يستمتع بنكهة المرارة الجزئية في فنجان القهوة، ومن لا يستطيع تحملها، أو من يفضل الطعام اللاذع بالفلفل ومن لا يستطيع مجرد لمسه. هذا الإختلاف يرجع لأسباب جينية أو عائلية أو قومية، فبعض الناس يولدون بجينات تضاعف عدد خلايا التذوق في اللسان، ويكون إحساسهم بالمرارة أو الملوحة أو الحلاوة أشد من غريهم، عند تذوق أي شيء يحمل طعم المرارة، يبدو لهم شديد المرارة، بينما يراه غيرهم خالياً منها، والأمر نفسه ينطبق على نكهة الطعام اللاذع أو الحريف. من جهة أخرى فإن معظم الأفراد يتأثرون بالعادات الغذائية لعائلاتهم منذ طفولتهم، ويصبح ما تطبخه أو تعده الأم من طعام هو الأفضل دائماً، حتى لو كان ممزوجاً بالفلفل الحار، بعكس الذين اعتادوا في طفولتهم طعاماً خالياً تماماً من المواد الحريفة. ثم يأتي عنصر العادات القومية، فهناك دول تعتبر وجبة الضفادع أو لحم الخيول وجبة شهية مغرية، وغيرها تراه منفراً، فضلاً عن كثير من عادات الطعام والشراب المختلفة بين الشعوب، وتعتبر من عوامل اختلاف حاسة الذوق بين الناس.