ساهم معنا

ماذا تعرف عن ماشيو بيشو؟

ازدهرت في منطقة غرب أمريكا الجنوبية أوائل القرن الخامس عشر حضارة قوية، شيّدتها قبائل هندية قديمة، أُطلق عليها شعب "الإنكا"، امتدت امبراطوريتهم في أراضي بوليفيا وبيرو والإكوادور وأجزاء من تشيلي، اتخذ حكام هذه الامبراطورية من مدينة "كوسكو" الواقعة أعلى جبال الإنديز في بيرو عاصمة لهم. برع الإنكا في إحاطة عاصمتهم بعدد من المدن التي تم شقها في الجبال وبين الصخور بدون استخدام مواد بناء، حيث اعتمدوا على حفر قطع صخرية ضخمة ليقيموا فيها مساكنهم ومعابدهم، لأن منطقتهم كانت تعد من أشهر أحزمة الزلازل والبراكين في العالم، مما جعلهم يحتاطون بهذه الطريقة البارعة في البناء. خلال القرن الخامس عشر شيد امبراطور الإنكا "باشكوتك" مدينة فوق الجبال عُرفت بمدينة "وادي ماشيو بيشو" التي كانت تعني باللغة الإنكاوية "الجبال القديمة"، تقع هذه المدينة الى الشمال الغربي من كوسكو العاصمة، على ارتفاع أكثر من 1600 متر في جبال الإنديز،وتقع المدينة بين قمتين عاليتين، لذلك فهي مدينة داخل وادٍ يبلغ طوله حوالي 80 كيلومتراً، ضمت المدينة العديد من الأبنية والمدرجات أو الشرفات لتنمو عليها المحاصيل الزراعية، بالإضافة للأبنية الخاصة بالمعتقدات الدينية. كانت معظم الأبنية داخل هذا الوادي عبارة عن غرف حجرية بلا سقف، تم ترتيبها بطريقة متتابعة لتتلاقى جميعها عند فناء داخل الوادي فيما يشبه الدائرة، كما اشتملت المنازل على غرف للضيافة والنوم ومخازن للطعام. كثر في أراضي مملكة الإنكا الذهب والأحجار الكريمة كنتاج طبيعي للبراكين، فكانت توجد بصورة طبيعية عند مصاب الأنهار بصورة جاهزة وفيرة، مما جعلها مطمعاً للغزاة الأسبان الذين استطاعوا الدخول الى المنطقة عام 1571، وأخذوا يشعلون بدهاء نار الفتن بين ملوك وأمراء الامبراطورية حتى استطاع القائد الإسباني "مارتين جراسي" مصاهرة امبراطور الإنكا "توباك أماريو"، وما أن حصل على الإمدادات العسكرية الكافية من بلاده، حتى كشر عن أنيابه، وتخلص من الامبراطور عام 1572، ثم أخذ يسلب خيرات وكنوز العاصمة كوسكو والمدن المحيطة بها. بعدها انهارت الامبراطورية الإنكاوية، واختفت مدينة ماشيو بيشو، وهجرها السكان الى أن أعاد اكتشافها الرحالة الأمريكي "هيرام بينجهام" عام 1908، كما وضعتها منظمة اليونسكو على قائمة التراث العالمي عام 1983.
انسخ الرابطXfacebookwhatsapp

معلومات مختارة