ساهم معنا
محاربو الماساي .. صائدو الأسود
قواهم خارقة رغم أن أسلحتهم متواضعة، تهابهم حيوانات البرية وتخشاهم الأسود المفترسة، لكن العكس ليس بصحيح .. إنهم شعب الماساي. في إحدى المناطق الصحراوية بين كينيا وتنزانيا يعيش شعب الماساي، مجموعات عرقية استوطنت مناطق قرب بحيرة توركانا، يرتحلون بين الحين والآخر، وحتمت عليهم ظروف حياتهم الصعبة مقارعة جميع أنواع المخاطر حتى لو كانت الأسود المفترسة. في وجودهم لا يهنئ أسد بفريسته، فالطبيعي هو فرار البشر من الحيوانات المفترسة، لكن هنا المعادلة اختلفت حيث تفرّ الأسود والضباع من رجال الماساي رغم أن أسلحتهم متواضعة لا تتعدى رمحاً وسكيناً ولبدة أسد نافق، فقواهم الخارقة تجعل حتى أشرس حيوانات البرية تهابهم. طلب الزواج لدى شعب الماساي ليس كغيره لدى باقي الشعوب، قديماً كان هناك تقليد خاص لمعرفة قوة الشاب وشجاعته، فبينما يصطففن الفتيات للمراقبة يخرج الفتية الى الصحراء لمقارعة أسد شارد وقطع رأسه ثم العودة بها الى كبير القوم. لديهم قفزة تدل على مدى رشاقتهم ومن هنا يبدأ إعجاب الفتيات، أما الحظوة فتكون من نصيب الشاب الأقوى الذي يستطيع صرع الأسد لوحده. يقارب تعداد شعب الماساي المليون نسمة، الأغلبية منهم تعيش بين شرق تنزانيا في إقليم أورشا ومقاطعة ناروك غرب كينيا، ويتحدثون اللغة السواحلية فقط. مبارزة الأسود ليست الشيء الوحيد الذي يميز شعب الماساي، فكبيرهم مثلاً يستطيع الزواج بـ70 امرأة وربما أكثر. أما الأبقار لديهم فتعتبر عملة صعبة فمن خلالها يتم دفع مهور الزواج، كما قد تحل النزاعات والخلافات بينهم بفدية من رؤوس الأبقار. مع التقدم الحضري، حاول شعب الماساي للتقريب بين قديم تراثهم وجديد تطلعاتهم، بالرغم من أنهم حتى الآن لا يبتغون للتمدن سبيلاً، هو تراث أجدادهم الباقي، يرفضون التفريط أو التهاون في تفاصيله العتيقة، قوتهم في بأس معيشتهم وركضهم الذي لا يتوقف خلف أسود الغابة. معادلة يصعب على البشر فهمها، أسد جائع وشاب يصارع للحفاظ على هوية أجداده.
انسخ الرابطXfacebookwhatsapp

معلومات مختارة