عاش في مرحلة سياسية صعبة من تاريخ الأندلس فترة ملوك الطوائف التي كثرت فيها الفتن والنزاعات والحروب، وبرغم ذلك بلغ أهم الإنجازات والاكتشافات في علمي الفلك والرياضيات، بتصحيحه لعض آراء بطليموس (أشهر عالم إغريقي في الرياضيات والفلك والجغرافيا).
إنه جابر بن أفلح الإشبيلي الأندلسي أحد كبار علماء الرياضيات والفلك في القرن الـ12، في موسوعة من 9 مجلدات ارتبط اختلافه الأبرز عن بطليموس بنموذج الكواكب الأدنى (عطارد والزهرة)، اعتقد بطليموس أن "مكانهما بين القمر والشمس بما يجعل هذين الكوكبين يمران بالخط الفاصل بين الشمس والأرض"، إلا أن جابر فنّد هذه الحجة وأثبت بالبرهان أن الكوكبين ليسا على الخط الفاصل بين الشمس ووجهة نظر الراصد، وبذلك أصبحت مؤلفاته أول نقد لكتاب المجسطي في الغرب الإسلامي وفي العالم اللاتيني لاحقاً.
وُصف جابر بأشد المنتقدين لبطليموس، وشهدت انتقاداته تلك على قدراته الرياضية، لكن أدوات عصره لم تساعده في تسجيل أرقام وأطروحات دقيقة حول اكتشافاته. فبقيت أغلب أعماله مؤلفات نظرية ينقصها الجانب التطبيقي. وفي إنجازات أخرى قدّم جابر معادلته لحساب المثلثات الكروية، لتستخدم في الحسابات الفلكية والملاحة، وصمم أول كرة سماوية محمولة "توركيكوم" وهو جهاز ميكانيكي يرصد ويحسب الإحداثيات والأبعاد الأفقية والاستوائية لتحديد مكان وزمان وجود الأجرام السماوية. عُثر على أعمال الفلكي المسلم جابر بن أفلح في مكتبات طليطلة بإسبانيا وترجمت الى لغات عديدة لتصل الى جمهور العلماء في أوروبا.