يعد عصر حمورابي ملك بابل القديمة (في أرض العراق) العصر الذهبي للإمبراطورية البابلية. وقد عاش حمورابي بين عامي 2123 و 2081 قبل الميلاد، وكان فاتحاً ومحارباً شجاعاً لم يخسر موقعة واحدة من معاركه، ونشر لواء السلام والنظام بفضل كتاب قوانينه التاريخي العظيم. كُشف قانون حمورابي سنة 1902 ميلادية، ووجدت مواد القانون منقوشة على إسطوانة من حجر الديوريت الأسود نقلت من بابل وهي موجودة الآن في متحف اللوفر بباريس.
وقوانين حمورابي تعتبر من أشهر التشريعات في العالم لإقامة العدل والقضاء على الأشرار والآثمين، وهي تمزج أرقى القوانين بأقسى العقوبات، وتتبع مبدأ العين بالعين والنفس بالنفس، وتحدد الإجراءات القضائية للحد من استبداد الأزواج بزوجاتهم. وقسمت مواد القانون وعددها 285 مادة الى قوانين خاصة بالأملاك المنقولة والعقارية، وبالتجارة والصناعة أو بالأسرة، وبالأضرار التي تلحق بالجسم بسبب اعتداء الغير. ويقول المؤرخون والقانونيون أن تشريعاته لا تقل رقياً عن شريعة أية دولة أوروبية حديثة. ويقول حمورابي في نهاية قوانينه: "قصدت ألا يظلم الأقوياء الضعفاء، وأن ينال العدالة اليتيم والأرملة، وأن أقيم دعائم ثابتة للحكم، وحكومة طاهرة صالحة، وأن أضمن الرخاء لشعبي مدى الدهر".