ساهم معنا
كيف نشأ حزب البعث وحكم سوريا والعراق؟

فكرة تنطلق من مقهى
في عام 1940 اجتمع ميشيل عفلق وصديقه صلاح بيطار وراجعا أفكارهما عن الوضع في سوريا ووجدا أن الاستقلال عن المحتل الفرنسي لن ينهي مشاكل البلاد، واتفقا أنه لا بد من صنع نهضة سياسية واقتصادية، وانطلقا لينشرا أفكارهما في أوساط المثقفين بمقاهي دمشق التي كانت تعج بالنقاشات الثقافية. فما هي الأفكار التي دعيا إليها؟

مزيج ديني سياسي
كان ميشيل عفلق وصلاح بيطار تلميذين لزكي الأرسوزي وجميعهم من توجهات دينية مختلفة، وأثناء دراستهما في جامعة السوربون تأثرا بأفكار الانبعاث الإيطالي، وعندما عادا الى سوريا قدما استقالتيهما من التدريس وبدآ بالعمل على حركة سياسية تمزج بين الفكر الغربي والقومية العربية، وهكذا أعلنا ميلاد حركة البعث العربي.

بداية متواضعة لطموح كبير
مستفيداً من ثقافته الواسعة وشعبيته بين أوساط المثقفين أصحاب التوجهات المختلفة عمل عفلق على توسيع دائرة الحركة في سوريا، ولكنه عندما افتتح مكتبه الأول في دمشق عام 1945 لم يتجاوز عدد الأعضاء 400 شخص، وفي العام التالي أصدر جريدة البعث اليومية، بعد عامين أعلن تأسيس الحزب بشكل رسمي تحت اسم "حزب البعث العربي".

ميلاد الحزب الأخير
رغم تعرض للتضييق أثناء حكم حسني الزعيم وأديب الشيشكلي، إلا أن شعبية الحزب توسعت في الأعوام الخمسة التالية بين أوساط السياسيين السوريين، وفي عام 1952 أعلن الحزب اندماجه مع "الحزب العربي الاشتراكي" الذي أسسه أكرم الحوراني مشكلاً "حزب البعث العربي الاشتراكي" بقيادة ميشيل عفلق، الحزب الذي سيسيطر على الحياة السياسية في سوريا.

سنوات الوحدة
بعد الإطاحة بحكومة الضابط أديب الشيشكلي عام 1954 خرج الحزب من الانتخابات البرلمانية كثاني أكبر حزب، وفي عام 1957 صاغ مشروع الوحدة مع مصر، الأمر الذي ساهم بزيادة شعبيته، إلا أن الحزب دخل في صراع مع الناصرية أدى بقادته لحلّه مع باقي الأحزاب كشرط لتحقيق الوحدة، إلا أنه سرعان ما عاد بعد الانفصال.

البعث يحكم سوريا
أعيد تأسيس الحزب عام 1962، وفي العام التالي دبّر الحزب انقلاباً ضد الرئيس ناظم القدسي استطاع فيه حكم البلاد، بعد أن حلّ الأحزاب والصحف وعزل السياسيين القدامى، ولكنه انقسم بين الجناح المدني والجناح العسكري، وأدى الصراع لانقلاب الجناح العسكري على المدني على يد صلاح جديد عام 1966، ثم أخيراً انقلاب حافظ الأسد عام 1970.

الطريق الى العراق
بدأ الحزب بالانتشار في العراق بأواخر الأربعينات على يد الطلبة الذين درسوا في سوريا، واعترفت قيادة الحزب بالفرع العراقي عام 1952، وبدأت شعبيته بالانتشار بعد مشاركته في انقلاب قاسم على الملكية عام 1958 وشارك في الحكومة الجديدة، وكلنه عاد للمشاركة بانقلاب عارف عام 1963 وبذلك تشكلت أول حكومة بعثية في العراق.

صعود صدام حسين
بدأت الخلافات في صفوف الحزب بين الجناحين المعتدل والمتشدد، وفي عام 1964 أوصى ميشيل عفلق بتعيين صدام حسين عضواً في قيادة الحزب، وسرعان ما ترقى في المناصب. في الفترة اللاحقة عمل الحزب على تصفية المشاركين معه في الانقلاب، ثم بدأت التصفيات الداخلية طوال فترة السبعينات، الى أن سيطر صدام حسين على الحكم عام 1979.

تم النشر بتاريخ: 14 مايو 2024
انسخ الرابطXfacebookwhatsapp