رغم تجريمه .. كيف يستمر الأبارتايد؟

32 عاماً على انتهاء "نظام الأبارتايد" في جنوب إفريقيا، حين حكمت الأقلية البيضاء الأكثرية من السود وفق منهج إقصائي قام على النبذ والتهميش والإلغاء، بدأ عقب تصدّر الحزب الوطني المشهد السياسي فأقرّ قانوناً عام 1948 يحمي مكاسب البيض الاقتصادية، قُسّمت على إثره البلاد الى 4 مجموعات عرقية مختلفة، ومُنح السود منطقة جغرافية صغيرة وفقيرة اقتصادياً، بلغت مساحتها 13% من المساحة الإجمالية لجنوب إفريقيا، الأمر الذي أدى الى ظهور أحياء مكتظة بالسكان غابت عنها أدنى الخدمات الاجتماعية والمؤسساتية وسجّلت معدلات عالية من الجرائم والسرقات. طُبّق خلال النظام قواعد اجتماعية مجحفة، إذ خُصص للبيض دون غيرهم حافلات ومطاعم وشواطئ، ومُنع الزواج المختلط بين العرقين الأبيض والأسود، وأُجلي نحو 3.5 ملايين من السود الى محميات عرقية، الذين أُثير غضبهم بسبب ممارسات الفصل العنصري، فتبنى المؤتمر الوطني الإفريقي بداية أساليب سليمة ودعا الى عصيان مدني وإضرابات وحملات مقاطعة حتى قُتل 69 شخصاً في مذبحة شاربفيل عام 1960، فُرضت على إثرها حالة طوارئ في عموم البلاد، فاضطر حزب المؤتمر الوطني الى الكفاح المسلح، وحُكم على زعيمه نيلسون مانديلا بالسجن مدى الحياة. في عام 1976 نزل آلاف الطلبة الى الشوارع تنديداً بقانون يفرض تدريس اللغة الأفريكانية، فأطلقت الشرطة النار وقتلت المئات من السود. عام 1990 أضفى الرئيس دي كليرك الشرعية على المعارضة السوداء، وأُفرج عن نيلسون مانديلا بعد أن لبث في السجن 27 عاماً، وفي يونيو 1991 أُلغي نظام الفصل العنصري رسمياً. الفصل العنصري في القانون الدولي يعدّ جريمة ضد الإنسانية، ورغم ذلك ما زالت إسرائيل تمارسه بحق الفلسطينيين، الأمر الذي دفع منظمة العفو الدولية الى توجيه اتهامات لها، بفرض نظام مؤسساتي من القمع والهيمنة على الفلسطينيين على أنهم مجموعة عرقية غير يهودية من درجة أدنى.
انسخ الرابطXfacebookwhatsapp

معلومات مختارة