ساهم معنا

كيف بنيت المدن في التاريخ الإسلامي؟

مثلت المدن الإسلامية مراكز حضارية حتى زمن قريب، لكنها حتى القرن الثاني عشر الهجري كانت تسير على نهج واحد في التقسيمات الإدارية والهيكل العام. فكيف كانت أسس تنظيم وبناء هذه المدن؟

مركزية المسجد
أسس النبي صلى الله عليه وسلم المسجد أول ما وصل المدينة المنورة، ثم شرع يُسكن الناس في مواطن الفراغ قرب المسجد، وتابع على نهجه الخلفاء في بناء مدن بغداد والقاهرة والقيروان وغيرها ليحافظوا على المسجد مركزاً تشريعياً وقضائياً جامعاً يحتكم له المسلمون.

تحولات المدن
أسست المدن وفق معايير تضمن لها الاستمرار، مثل وجود مصدر مائي قريب وأرض خصبة، ووجودها في مكان يشكل حاجزاً طبيعياً أمام الأعداء، وبذلك أسست مدينة الكوفة عام 17 هجرية كمركز عسكري لاحتواء الفاتحين، لكنها ما لبثت أن تحولت لحاضرة ومدينة مركزية.

ثنائية السوق والمسجد
ارتبطت الحضارة بالمال والاقتصاد، وإدراكاً لهذا المبدأ أسس النبي سوقاً للمسلمين في المدينة، ثم أسست الأسواق بجوار المساجد، ومن كثرة الأسواق وازدهار التجارة بلغ عدد الأسواق في بغداد أكثر من 52 سوقاً في القرن التاسع الهجري.

شبكات المياه في المدن الإسلامية
بدأ الخلفاء توسعة المساجد وتبليطها وبناء البيمارستانات في العصر الأموي، وازدهرت في العصور التالية، وحفروا قنوات لجرّ المياه الى البيوت والشوارع، كقنوات سامرّاء التي حفرها المأمون من دجلة، وقنوات الإسكندرية من النيل في مصر عام 581 هجرية.

المرافق العامة ودور المسافرين
أنشئت المكتبات العامة كمظهر يوحي برخاء المجتمع ونهجه الحضاري، مثل دار العلم في القاهرة وخزانة العلوم في قرطبة، كما أنشئت الحمامات للتنظيف والحجامة، ونظمت الحدائق العامة والإسطبلات لدواب المسافرين، والخانات لاستقبالهم.

تم النشر بتاريخ: 26 مايو 2024
انسخ الرابطXfacebookwhatsapp