ساهم معنا
نهاية حلم طائرة الكونكورد
طائرة كونكورد الخارقة هي أسطورة لم تكتب لها نهاية سعيدة، طائرة حلم ليست كغيرها من بنات جيلها، تحدت قوانين الفيزياء، وربطت الشرق بالغرب، ناقلة المسافرين على متنها بسرعة تفوق سرعة الصوت، حتى جاءت اللحظة المشؤومة التي ضاع فيها كل شيء. عام 1976، شهد العالم تحليق أول طائرة ركاب في العالم، سرعتها تفوق سرعة الصوت، تعاون بريطاني فرنسي أنتج تحفة لم يسبق لها مثيل في العالم أجمع، اختير لها اسم كونكورد ويعني باللغتين الانسجام أو الاتحاد. شكل فريد لا يشبه أشكال الطائرات الأخرى، جسم ضيق بـ4 مقاعد متجاورة، وحمولة من 128 راكباً، وأجنحة شبه منحرفة ورفيعة، والأهم من كل ذلك سرعة خارقة تصل الشرق بالغرب بأقل زمن ممكن. كل شيء كان على ما يرام، والبريطانيون والفرنسيون فخورون بإنجازهم، الى أن جاء تاريخ الـ25 من يوليو من عام 2000، الخطوط الجوية الفرنسية نظمت يومها الرحلة رقم 4590، في تلك الرحلة حملت الكونكورد 100 راكب و9 أعضاء من الطاقم من مطار شارل ديغول الفرنسي والوجهة كانت مطار جون إف كينيدي في أميركا بعد انطلاقها، لم تكمل الكونكورد ثواني قليلة قبل أن تدخل بوضع انحدار سريع نحو الأرض لتصطدم بفندق محلي في بلدة غونيس الفرنسية، ما أدى الى مقتل جميع ركاب الطائرة و4 من نزلاء الفندق. التحقيقات الأولية أظهرت أن شريطاً معدنياً كان على المدرج أثناء إقلاع الكونكورد، أدى لثقب إطار في عربة العجلات اليسرى الرئيسية للطائرة، فانفجر الإطار واصطدمت قطعة من مطاطه بخزان الوقود وتسبب بحريق هائل، والتحقيقات قالت إن الشريط كان ساقطاً من طائرة أخرى أقلعت قبل الكونكورد، الشريط المعدني تسبب لاحقاً بنزاعات في المحكمة ليتبين لاحقاً أن سبب الحريق الرئيسي تمثل بأن فاصل إحدى عجلات الجانب الأيسر في الكونكورد لم يتم تركيبه، فاشتعلت النيران، وكانت الكونكورد وقتها بعيدة بحوالي 300 متر عن مكان وجود الشريط على المدرج. حالة من الصدمة أصابت العملاقين البريطاني والفرنسي، فوحشهما الطائر تم قهره، وبوقت واحد أعلنت كل من الخطوط الفرنسية والبريطانية إيقاف الكونكورد نهائياً، وبنهاية عام 2003 حلقت الكونكورد في آخر رحلة لها لتستقر بعدها في متحف الطيران وينتهي معها حلم الكثيرين بالسفر أسرع من الصوت.
انسخ الرابطXfacebookwhatsapp

معلومات مختارة