في غضون 10 سنوات أنظمة الذكاء الاصطناعي ستتجاوز مهارة البشر في معظم المجالات، تحذيرات عدة أطلقها الخبراء من انقلاب الأنظمة هذه على الإنسان بل واحتلالها للعالم. لكن رغم ذلك يبقى هناك متسع للافتراضات الإيجابية التي ترى أن ثورة الذكاء الاصطناعي قادمة، لتنقل البشر الى مرحلة جديدة أشبه بما فعلته من قبل الثورة الصناعية.
الخبراء على موقع ميتاكولوس كانوا يتوقعون بأن الإنسان لن يتمكن من اختراع نظام ذكاء اصطناعي قادر على محادثة البشر وخداعهم بأنه بشر مثلهم قبل بداية عام 2040، إلا أن سير العلم والتطور الحاصل دفعهم للاعتقاد بأن هذا الإنجاز قابل للتحقق في أوائل عام 2030. فالبشر اليوم لا يبخلون بالوقت أو الجهد لتطوير مجال الذكاء الاصطناعي بدليل إنشاء 5 شركات بلغت قيمتها مليار دولار بالحد الأدنى خُصصت للأبحاث والاختبارات.
وقبل أن نعرف مصيرنا المنتظر لا بد أن ندرك بأن الذكاء الاصطناعي هو أداة تم تطويرها في الأصل لفائدة الإنسان وأنه بالنهاية سيبقى قابلاً للتحكم بواسطة البشر. مقال نشرته صحيفة ذا إيكونوميست، تحدث عن إيجابيات الذكاء الاصطناعي في المستقبل متوقعاً بأن ينخفض عدد ساعات العمل الى 15 ساعة في الأسبوع فقط، وهذا أمر جيد لرفاهية الناس وراحتهم.
هذا الأمر أشبه بما حدث إبان الثورة الصناعية في القرن الماضي، حينما استولت الآلات على قطاعي الزراعة والصناعة وسمحت للبشر بالتحول لمجالات أخرى كالتعليم والصحة والترفيه. التطور هذا سيخلق أفضلية للبشر في كثير من الحالات، فالخبراء يتوقعون أن تبقى بعض المهن حكراً على البشر على الأقل في الفترة الأولى من ثورة الذكاء الاصطناعي، الصحافة الاستقصائية هي أحد الأمثلة على ذلك فالرغبة البشرية في التقصي والبحث عن الحقائق والأسرار الخفية قد تتأخر لتصل الى أنظمة الذكاء الاصطناعي وتمنح الصحافيين والمصورين فسحة لممارسة عملهم ناهيك عن أن المنتج المصنّع يدوياً بواسطة البشر سواءً أكان نصاً مكتوباً أم لوحة مرسومة سيكتسب مع الوقت قيمة وأهمية أكبر وسيكثر الطلب عليه كون الذكاء الاصطناعي لم يمسه. وأخيراً هناك مجال السياسة الذي لن يتنازل البشر عنه بسهولة لصالح برامج أو روبوتات. الخبراء ذهبوا في تفاؤلهم لأبعد من ذلك، قائلين إن برامج الذكاء الاصطناعي سترفع من كفاءة إنتاجية العمال السنوية بمقدار 3%.
كل ذلك يبقى مجرد فرضيات مبنية على بقاء أنظمة الذكاء الاصطناعي في ظل تحكم العقل البشري بها، إلا أنه لا ينفي مخاوف علماء آخرين من فقدان سيطرة البشر عليه وتحولنا في النهاية لمستعمرة بأيدي الآلات والروبوتات.