علامات تُندر بأن الكوكب في خطر

ماذا لو أخبرناك أن كوكبنا يواجه تهديدات غير مسبوقة، وأن العديد من عناصر الحياة على الأرض تتدهور بشكل خطير وسريع، وإذا استمر الوضع على ما هو عليه، فقد نكون على وشك مواجهة أزمات تهدد وجودنا. في دراسة جديدة، أكد مجموعة من كبار العلماء وخبراء المناخ أن هناك خطرًا حقيقيًا من انهيار المجتمع، بسبب التدهور المتزايد في المناخ عامًا بعد عام. وقد أثبتوا ذلك بعد تقييم 35 علامة حيوية على كوكب الأرض في عام 2023، فقد تبين أن 25 منها وصلت إلى أسوأ مستوياتها على الإطلاق. تابع لتتعرف على أهم هذه العلامات الحيوية التي تدهورت مؤخرًا..

غازات الاحتباس الحراري
ارتفع غاز ثاني أكسيد الكربون حتى بلغ مستويات غير مسبوقة، بسبب حرق الوقود الأحفوري، فأدى ذلك لزيادة درجة حرارة الأرض. أما انبعاثات غاز الميثان فقد ارتفعت 80 مرة على مدى 20 عامًا، ويعد الميثان أقوى من ثاني أكسيد الكربون. كما أن درجات حرارة سطح الأرض والمحيطات سجلت أعلى مستوياتها على الإطلاق، مما يعكس تأثير الاحتباس الحراري الناتج عن الأنشطة البشرية.

200 ألف نسمة يوميًا
يتزايد عدد سكان الأرض باستمرار، فيولد نحو 200 ألف نسمة يوميًا، ويشكل هذا النمو ضغطًا هائلاً على الموارد الطبيعية، لا سيما المياه والغذاء والطاقة. كما أنه يزيد الطلب على الموارد، ويفاقم تفشي الفقر والبطالة، مما يؤدي إلى توترات اجتماعية وسياسية، ويعيق جهود الحفاظ على البيئة والتنمية المستدامة.

استهلاك الوقود الأحفوري
شهد العالم زيادة بنسبة 1.5% في استهلاك الفحم والنفط في عام 2023، مما يعني مزيدًا من انبعاثات الكربون والغازات الدفيئة. ويسهم ذلك في تغيير المناخ، وزيادة الظواهر المناخية المتطرفة، ومنها الفيضانات والجفاف والعواصف، وكلها تهدد البنية التحتية، وسبل العيش في كثير من البلدان.

فقدان الغطاء النباتي
في عام 2023، بلغ تجريف الغابات نحو 6.3 ملايين هكتار، ويؤدي ذلك إلى تأثيرات سلبية خطيرة على البيئة والمناخ. فهو يتسبب بتقليل إنتاج الأكسجين وزيادة انبعاثات الكربون، مما يعزز تغيير المناخ، ناهيك عن تدمير كثير من الكائنات الحية، أو زيادة خطر انقراضها. كما يؤثر فقدان الغطاء النباتي سلبًا على المجتمعات المحلية التي تعتمد على الغابات في سبل العيش، مما يستدعي حماية الغابات الحية، وزيادة الوعي العام حول حلول الحفاظ على البيئة.

الوفيات المرتبطة بالحرارة
بين عامي 1999-2023، تضاعفت نسبة الوفيات المرتبطة بارتفاع درجة الحرارة في الولايات المتحدة، حتى بلغت نسبة 117%. وتعزى هذه الزيادة إلى عدة عوامل، منها تغير المناخ الذي يؤدي إلى ارتفاع درجات الحرارة العالمية وزيادة شدة موجات الحر، بالإضافة إلى التقدم السكاني، إذ يصبح الأفراد الأكبر سنًا أكثر عرضة للمشكلات الصحية. كما أن كثرة الأمراض المزمنة -ومنها السكري وأمراض القلب- تسهم في زيادة الخطر، وقد يجعل بعض المجتمعات عن التكيف اللازم مع الظروف المناخية الجديدة، مما يزيد التحديات الصحية.

زيادة أعداد الماشية
تتزايد أعداد الماشية في العالم بنحو 170 ألف حيوان يوميًا، نتيجة للطلب المتزايد على المنتجات الحيوانية مثل اللحوم والألبان، وزيادة دخل الأسر، وتوسع الإنتاج الزراعي. يترافق هذا النمو مع تحديات بيئية كبيرة مثل تغير المناخ وتدهور الأراضي، مما يستدعي البحث عن ممارسات مستدامة في تربية الماشية. ومع أن زيادة الإنتاج الحيواني تلبي احتياجات السوق، فإنها تثير أيضًا إشكاليات تتعلق بالاستدامة واستنزاف الموارد الطبيعية.

تحمُّض المحيطات يزعزع السلاسل الغذائية
ينتج تحمض المحيطات عن امتصاصها كميات كبيرة من ثاني أكسيد الكربون، ويشكل تهديدًا كبيرًا للكوكب والإنسان، فهو يؤدي إلى تآكل الشعب المرجانية والأصداف، مما يؤثر سلبًا على التنوع البيولوجي في المحيطات، ويزعزع سلاسل الغذاء البحرية. يؤثر ذلك التدهور مباشرة على المجتمعات التي تعتمد على صيد الأسماك، أو السياحة المرتبطة بالشعاب المرجانية، مما يسبب آثارًا اقتصادية واجتماعية سلبية. ولذلك فإن هذه الأزمة تمثل تحديًا بيئيًا، يحتاج إلى تعاون عالمي لمواجهته، من خلال تقليل الانبعاثات، وحماية النظم البيئية البحرية.

مستويات سمك الأنهار الجليدية في تراجع
تراجعت الأنهار الجليدية في جميع أنحاء العالم إلى أدنى مستوياتها على الإطلاق، مما يثير مخاوف كبيرة بشأن تأثير هذا التراجع على البيئة والمجتمعات. فذوبان الأنهار الجليدية يؤدي إلى ارتفاع مستويات البحار، مما يهدد المجتمعات الساحلية، ناهيك عن تأثيره على أنماط الطقس العالمية. كما أن فقدان الجليد القطبي يفاقم التوترات الجيوسياسية المتعلقة بالموارد المائية، مما يستدعي اتخاذ تدابير عاجلة لحماية البيئة واستدامة الموارد.

تم النشر بتاريخ: 25 أكتوبر 2024
انسخ الرابطXfacebookwhatsapp