نهر عظيم يقطع 7 ولايات أمريكية واثنتين مكسيكيتين، شريان حياة رئيسي لأكثر من 40 مليون نسمة، يروي عطشهم ويسقي زرعهم ويوّلد لهم الطاقة، لكنه رغم ذلك مهدد بالزوال، إنه نهر كولورادو.
نهر كولورادو أحد أكبر الأنهار في أميركا، يمتد من ولاية وايومنغ حتى ولاية كاليفورنيا ويشكل دلتا مع خليج كاليفورنيا. لكن مع بداية منتصف القرن العشرين واستنزاف مياه النهر بشكل كبير أصبحت مياهه بالكاد تصل الى الخليج. هذا النهر كان مسؤولاً عن تكوين الأخدود العظيم أو "غراند كانيون" فقد شق مجراه عبر مروره المستمر من خلال صخور هضبة كولورادو على مدار 40 مليون سنة ليكون أخدوداً بطول 349 كيلومتراً وعمق 1740 متراً.
النهر كان شاهداً فيما مضى على حياة الهنود الحمر، وبقوا في المنطقة حتى 12 ألف سنة مضت، كان يوفر لهم مصدر مياه عذبة وساعدهم على الزراعة وحتى صيد الحيوانات والأسماك هناك. ومع بدء رحلات المستكشفين الى أميركا انقسموا بشأن النهر الى طرفين متضادين الأول يرغب بحمايته وتحويله لمحمية والثاني نظر إليه كمصدر لجني الأموال وعمل على استغلاله في الصناعة والزراعة بشكل أكبر وبالفعل غلب الطرف الثاني على الأول، فبعد رحلة الجيولوجي الأميركي "جون باول" التي اكتشف فيها أجزاء من الأخدود العظيم، اندفع عمال المناجم للتنقيب عن النحاس والزنك والفضة. وخلال ثمانينات القرن التاسع عشر، اقترح رجل أعمال تحويل الجزء السفلي من الوادي الى ممر سكك حديدية ينقل الفحم، لكن النهر ابتلعه قبل أن يكمل مخططه ذاك. ورغم أن رغبة الفريق الأول أصبحت حقيقة الى حد ما، فقد تحول الأخدود العظيم الذي يمر منه النهر الى منتزه وطني ودخل تصنيف مواقع التراث العالمي عام 1979، لكن هذا لم يشمل النهر برمته. مؤسسة محلية غير ربحية تدعى "اميركان ريفيرز" صنفت نهر كولورادو كأكثر الأنهار المهددة في أميركا للعام 2023. الإفراط في استخدام مياه النهر وارتفاع درجة حرارة المنطقة بشكل عام، أديا الى انحسار مستوى النهر على مدار 23 عاماً الماضية.
حكومة كولورادو أصدرت قراراً بخفض الاعتماد على مياه النهر لكل من ولايتي نيفادا وأريزونا، ولكن قد لا يستطيع هذا القرار وحده إنقاذ نهر بحجم كولورادو من الجفاف.