عام 1848 بعده ليس كقبله، ففيه تغير وجه القارة العجوز، حتى أن بعض المؤرخين يطلقون عليه عام الربيع الأوروبي. سادت أوروبا في تلك الفترة حالة من السخط على المستوى السياسي والاقتصادي والاجتماعي، وبدأت الدعوات تنتشر للتخلص من الأنظمة الإقطاعية السائدة، كانت البداية من فرنسا وسرعان ما امتدت الى أوروبا، عاشت أوروبا خلاله حالة من الفوضى وسقط الكثير من الضحايا. لم تكن نتائج ذلك الربيع مباشرة، حيث كان البداية التي أدت الى تبني الدول الأوروبية شيئاً من الدستورية القانونية بحلول عام 1900. ولم تستقر البلدان الأوروبية استقراراً كاملاً إلا بعد الحرب العالمية الثانية، وكما يقول المؤرخون عام 1848 هو التربة التي هيأت لنشوء أوروبا التي نعرفها، بما تمخض عنها من الأنظمة الليبرالية الديمقراطية الحديثة.