لماذا تطرق المجاعات أبواب الصومال؟
تصنيف بالفشل
الصومال أكثر الدول المدرجة ضمن تصنيفات الفشل، لكنه لم يكن كذلك دائماً: لديه أطول ساحل في البر الأفريقي، يحوي موارد نفطية ومعدنية، موقع مميز يمثل بوابة للبحر الأحمر، تمتع الصومال سابقاً بثروات زراعية متنوعة، يمتلك ثروة حيوانية ضخمة (42 مليون رأس 2017)، ولديه تجربة ديمقراطية فريدة بدأت 1960.
الأسباب
الأسباب المباشرة لتهديد المجاعة تحصر اللوم في: العوامل الطبيعية والتغير المناخي، حيث يعاني الصومال من أسوأ موجة جفاف منذ 40 عاماً، هجمات الجراد المتكررة، تفاقم أزمات الغذاء بسبب حرب أوكرانيا. لكن هذا يغفل سلسلة من الأسباب التاريخية والعوامل البشرية التي أدت لهذا الوضع.
• حقبة الاستعمار: التي نتج عنها تقسيم الصومال الى 5 مناطق توزعت بين دول مختلفة نتجت عنها صراعات متعددة، وتركت الصومال مشحوناً بتقسيم لم يراع التوزيع السكاني والقبلي.
• حقبة الحكم العسكري: انقض قائد الجيش محمد سياد بري على التجربة الديمقراطية الوليدة، وتراكم الفساد والقتل العشوائي والتعذيب وحرق القرى. شعر الناس بالعزلة وأصبح انتماؤهم أكثر للقبيلة، لذلك لم يتوقف العنف حين أطاحت الحركات المسلحة بالرئيس، فترك الحكم العسكري الصومال في حالة انقسام قبلي خطير.
• حقبة الحرب الأهلية: دخل الصومال في دوامة الاقتتال الأهلي منذ مطلع التسعينيات، استعمل الطعام كسلاح فشهدت البلاد مجاعات قاسية. فشلت الدولة في إمداد شعبها باحتياجاتهم خاصة مع سيطرة الجماعات المسلحة ومنعها وصول المساعدات لمستحقيها. أصبح الصومال مجرداً من احتياجاته الأساسية وساحة خصبة لصراعات انخرطت فيها أطراف دولية.
تدهور على عدة مستويات
ضاعفت الأزمات المتتالية عبر السنوات من معدلات الفقر والأمية، وأدت لانتشارمخدر القات الذي يستهلكه في بعض المناطق 80% من الذكور تقريباً، وألجأت الكثيرين الى القرصنة البحرية.