النشأة الأولى
ولد "محمد بن عبدالله اللواتي" الشهير بـ"ابن بطوطة" في مدينة طنجة شمالي المغرب، في عام 703 هجرية. جمع بين الأمازيغية والعربية، وتعلم في الكتّاب القرآن وعلوم الشريعة من التفسير والحديث. تميز ابن بطوطة بذاكرة فوتوغرافية تُحسن التقاط البلدان، وتسجّل الأحداث والغرائب، وهو ما حضر في رحلاته.
ولع بالسفر لا ضفاف له
ولع ابن بطوطة بالسفر وشغف بأخبار البلدان ومعالمها، وتأثر بكتب مثل "المسالك والممالك" لابن خردذبه، و "مسالك الممالك" للاصطخري، حيث كان ابن بطوطة يقول: "كانت تراودني أطياف لأمصار شتى من وحي الكتب".
نحو الحج نبدأ
تكاد تتلخص جولات "ابن بطوطة" في ثلاث رحلات، بدأت رحلته الأولى نحو الحج في عام 1325 ميلادية وكان عمره آنذاك 21 عاماً، شاهد فيها مدناً عديدة من بينها الإسكندرية، والقاهرة، وأسوان، ومنها أبحر الى جدة ومكة، ثم دمشق عبر فلسطين، ثم اللاذقية وحلب، ليتجه الى بلاد العراق، ثم فارس، ليحج للمرة الثانية لمكة وزار حينها اليمن والبحرين.
عن الأهرامات والشام
قال ابن بطوطة واصفاً أهرامات مصر: "هذه الأهرامات من العجائب المذكورة على مر الدهور". فيما وصف دمشق بقوله: "تجلى لعيني سحر دمشق في ذلك الجو السائد من التسامح والتنوع في الأوقاف التي فاض ريعها".
ابن بطوطة قاضي الهند
أقام ابن بطوطة في الهند وزار أكثر من مدينة داخلها، كما تزوج من أهلها، وتولى القضاء لمدة عشر سنوات، مما خوّله أن يعرف عادات أهل الهند وتقاليدهم من مسلمين وهندوس وغيرهم، حيث عاش معهم الأفراح والأتراح، ورأى كيف تصنع البهارات الحارة، ليدون كل هذه التفاصيل.
الأندلس لا تُنسى
لكن شغف الرحالة ظل يسكنه ليستأنف الرجلة من سيلان وإندونيسيا الى الصين، ليباشر عودته للمغرب من سومطرة الى ظفار بحراً، وانتقل الى فلسطين براً، ثم مر بمصر فتونس، وسردينيا (إيطاليا)، ليعبر جبل طارق نحو الأندلس ويعود لفاس.
رحلة نحو العمق الأفريقي
تميزت رحلة ابن بطوطة الثالثة والأخيرة بالغوص في العمق الأفريقي، وخاصة نحو السودان الغربي، حيث زار تمبكتو ومالي، ووصل الى نهر النيجر، قبل أن يُستدعة من قبل السلطان ويعود الى المغرب، حيث بدأ بالكتابة عن تلك الأسفار.