الحمض النووي (DNA) نقطة تحوّل علمية هائلة في تاريخ العلوم، فكانت إيذاناً ببدء حقبة جديدة لعلم الأحياء الحديث. اكتشفه أول مرة العالم السويسري "ميشر" عام 1869، فأجرى العديد من الدراسات على خصائصه الكيميائية، لكنه لم يستطع إدراك وظيفته الأساسية الى أن نجح في ذلك العالم الألماني "ألبريشت كوسيل"، وتطوّر الأمر أكثر على يد العالمين "واتسون" و "كريك" وتوصّلا الى معرفة الصفات الموروثة والتكاثر وشرحا آلية استنساخ جزيء الحمض لنفسه. الاكتشاف أدى الى ظهور الهندسة الوراثية وعلم الأحياء التركيبي، وسمح بتحديد أنماط جديدة للمادة الوراثية لأورام السرطان، ومنح الأمل في التوصل الى علاجات أكثر فعالية. وأحدث ثورة في نظم العدالة الجنائية والطب الشرعي بعد أن صار بالإمكان مقارنة الحمض في مسرح الجريمة بعينات DNA مأخوذة من المشتبه به، وهو ما زاد من احتمال التعرّف على مرتكبي الجرائم وقلّل في المقابل من معاقبة أبرياء عن طريق الخطأ. يسهم الحمض في جمع معلومات عن الأنماط الديموغرافية للبشر، ومعرفة الأصل العرقي الذي ينتمي إليه شخص ما، إضافة الى المنطقة الجغرافية التي يعود لها أصله.