في عام 1779 اعتقد سكان إحدى المدت الإيطالية، أن العالم الشهير "سبالانزاني" أصيب بالجنون، بعد اكتشافهم أنه يُمسك بالخفافيش ويستأصل عيونها ثم يطلقها في ظلام الليل ليراقب سلوكها. لم يخطر لهم أن هذا الرجل يحاول اكتشف ظاهرة مهمة، وهي قدرة الخفافيش على التحرك والطيران في الجو وسط الظلام، واصطياد الحشرات الطائرة بمهارة، رغم فقدان عيونها! في البداية اعتقد العلماء الذين شاهدوا التجربة أن الخفافيش تملك حاسة سادسة تقوم بدور العيون، لكن مواصلة البحث أثبتت أنها تُطلق أثناء طيرانها صريراً ذا نغمة عالية، يصطدم بأي جسم طائر أو عقبة في الجو، فيرتد الصوت إليها، معلناً عن مكان وحجم الجسم الذي اصطدم به، وهي نفس النظرية التي استخدمها العلماء بعد ذلك لمعرفة عمق البحار، عن طريق موجات صوتية ترتد، فيعرف العلماء عمق الماء، وما يستقر فيه من حطام سفن أو أسراب الأسماك.