ما هو نظام "اليد المميتة" أو كما يطلق عليه "آلة يوم القيامة"؟. هو أحد أكثر الأسلحة الرادعة سرية وتدميراً في الترسانة الروسية النووية، كثر الحديث عنه بعد التعديل الذي أجراه الرئيس الروسي على العقيدة النووية الروسية، الذي سمح بتوسيع استخدام السلاح النووي ليس في فقط في حال تعرض روسيا لهجوم مباشر وإنما أيضا في حال وجود أي تهديد استراتيجي يهدد مصالحها الحيوية أو وجودها، أما الأهم في هذا التعديل فهو تفعيل أنظمة الرد الآلي كنظام "اليد المميتة" الذي يعزز الرد التلقائي في حال تعرض القيادة الروسية لضربة شاملة. يعتمد النظام الذي تم تصميمه خلال الحرب الباردة على شبكة معقدة من أجهزة الاستشعار التي تراقب النشاطات الزلزالية والإشعاعية والنووية. فمثلاً في حال تأكد النظام من وقوع هجوم نووي شامل وفقدان القيادة الروسية القدرة على التواصل، يتم تفعيله تلقائياً لإطلاق 400 صاروخ نووي، ما يضمن دماراً شاملاً للأهداف المعادية. يُنظر الى "اليد المميتة" كأحد أضخم أنظمة الردع النووي عالمياً، حيث يجسد فكرة الدمار المتبادل المؤكد وتقوم هذه الفكرة على أن أي هجوم نووي على روسيا سيقابل برد انتقامي كاسح يضمن القضاء على الطرف المعتدي. ورغم السرية التي تحيط بهذا النظام، فإن تصاعد الحديث عنه يعكس رغبة موسكو في إرسال رسالة تحذيرية للغرب في ظل التوترات المتزايدة. والحقيقة التي لا خلاف عليها أن وجود نظام بهذا الحجم والقدرة يثير مخاوف عالمية من احتمالات التصعيد أو وقوع أخطاء تقنية تؤدي الى كارثة نووية، خاصة مع استمرار الأزمة النووية وتزايد الانقسام الدولي.