على اختلاف الظروف المادية والاجتماعية يظل طبق الفول الصباحي خاصة على الموائد العربية صيفاً وشتاءً جزءاً من ثقافة الشعوب لقدرته على سد الجوع على مدار اليوم، وعلى الرغم من الاتهامات الباطلة التي تنسب له من أنه يؤدي إلى بلادة العقل والتفكير إلا أن علماء التغذية والطب يؤكدون على كذب تلك الإدعاءات، ويؤكدون على قدرته الفعالة لشعور الإنسان بالسعادة عقب تناوله يفضل المواد الكيميائية التي يفرزها المخ عقب أكله مثل مواد السيروتونين واستيل كولين الدوبامين والأدرينالين، وجميعها تعمل كموصلات عصبية تساعد الإنسان على التخلص من القلق والتوتر وتحفز القدرة على النشاط وتحمل الإجهاد ولذلك عرف المصريون القدماء الفول إلا أنهم لم يتناولوه ولكنهم حرصوا على إطعام مواشيهم به لمنحها القوة والنشاط والتقليل من سرعة الشعور بالإجهاد. أما الإغريق فكانوا يأكلون الأخضر منه، بينما يجففون الفائض عن استهلاكهم ليستخدموه كمؤونة للشتاء، كما كانوا يستخدمون حباته لإحصاء الأصوات في صناديق الاقتراع، بدلاً عن الورق الذي نستخدمه اليوم. كما اهتم الرومان بزراعته لأكله واستخدامه في الطقوس الدينية وطحنه لتحويله لدقيق يستخدمونه في إعداد نوع مقدس من أنواع الخبز يتناولونه في احتفالاتهم الدينية. ومع تطور العصور انتشرت زراعته في معظم أنحاء آسيا ودول حوض البحر الأبيض المتوسط وصار غذاءً أساسياً في معظم الدول النامية لتعويض نقص تناول اللحوم لما يحتويه من بروتين نباتي. ومع تقدم الزراعة صار بالإمكان زراعته أكثر من مرة في السنة.