ساهم معنا

رؤوس الأعداء .. تذكارات في المنازل

يُعرفون بغزوهم للقرى المجاورة وقطع رأس كل من يتم الإمساك به، يجمعون الرؤوس المقطوعة ويحتفظون بها كتذكارات وشواهد على نصرهم الساحق، قبيلة بأكملها اعتاد أفرادها قطع رؤوس أعدائهم ورسم الوشوم على أجسادهم افتخاراً بذلك، بل والرقص عليها طوال الليل، إنها قبيلة "كونياك" في الهند. في ولاية ناغالاند الهندية عاش أسلاف هؤلاء السكان على عادات وتقاليد وحشية ورغم توقف تلك العادات منذ زمن طويل إلا أن ملامح أحفادهم الحاليين لا تزال تثير الرعب عند رؤيتهم وسط الغابات، فهي إرث له أصول قديمة من زمن أجدادهم الذين عُرف عنهم عدم الرحمة بأعدائهم في المعارك، كانوا يقاتلون ويقتلون بكل ما أوتوا من قوة ثم يقطعون رؤوس ضحاياهم ليحتفظوا بها باعتقاد منهم بأن الرؤوس البشرية بعد قتل أصحابها تمنح القوة وتجلب الرخاء. "خلال حقبة كمائن قطع الرؤوس، كان الجميع يعيشون في خوف من هذه الكمائن وعلى الرغم من أننا لم نشارك في هذه الحروب، فقد اعتاد أجدادنا على الذهاب وإحضار رؤوس الأعداء أو أجزاء أخرى من أجسادهم الى القرية، عندما تحتفل القرية بأكملها وترقص" .. بو وانغ .. ملك قرية هونغفوي - كونيا ناغا أسلاف هذه القبيلة كتبوا تاريخهم بدماء أعدائهم ولا تزال آثار ذلك متجسدة في رقصاتهم وأهازيجهم، فهم حتى الآن يرتدون قلادات كلما زاد بها عدد الرؤوس أصبح الفرد منهم محارباً ذا قوة وبأس ولديهم قناعة تامة بأنهم أناس لا يميلون للشر لكنهم يريدون فقط الحفاظ على تراث أسلافهم رافضين أي مظهر من مظاهر الحداثة لكنهم في الوقت نفسه لأبنائهم من الأجيال الجديدة. "أنا سعيدة لأن حفيداتي يتلقين اليوم تعليماً خالياً من مصاعب الماضي، في ذلك الوقت كانت الحياة مليئة بالإجهاد وندرة الغذاء والموارد، وكان على النساء العمل بلا كلل في المنزل وفي الحقول" .. كاميا - من قبلية كونياك منذ سبعينيات القرن الماضي على الأقل تخلى أفراد قبيلة "كونياك" الهندية عن تلك العادات الوحشية تماماً، ويؤكد الجيل الحالي على أن ما فعله أسلافهم لن يتكرر مرة أخرى وأن من تبقى من الطاعنين بالسن سيكونون آخر جيل عاصر تلك الممارسات وعندما يموتون سيختفي هذا الإرث الوحشي للأبد.
انسخ الرابطXfacebookwhatsapp

معلومات مختارة