العرقسوس أو (أصل السوس) هو نبات شجري معمر ينبت في كثير من دول العالم، يتم تحضير شراب من ذلك النبات يعد من المشروبات الرمضانية الأساسية التي تحرص العديد من الأسر في مختلف الدول العربية على إعداده لقدرته على إطفاء الظماً وفوائده المتعددة للجهاز الهضمي. يعود تاريخ ظهور العرقسوس إلى زمن قدماء المصريين، حيث تشير المراجع التاريخية إلى أنه تم العثور على جذوره في قبر الملك توت عنخ آمون عند اكتشافه عام 1923. أشارت البرديات الفرعونية إلى أن الأطباء القدماء كانوا يخلطونه بالأدوية لإخفاء طعم مرارتها لاحتوائه الطبيعي على السكر، كما كانوا يعالجون به أمراض الكبد والأمعاء إلا أنه كان يعد من المشروبات الملكية فلا يتم إعداده إلا في قصور الملوك والأمراء. وظل هكذا في مصر حتى عصر الدولة الفاطمية، حيث جعله الفاطميون شراباً لعامة الشعب خاصة في شهر رمضان. لم يقتصر الاهتمام بالعرقسوس على المصريين فقط، بل عرفه العرب قديماً واعتبروه من الحلويات اللذيذة والصحية فكانوا يمضغونه لحلاوة طعمه كما استخدموه لعلاج الكثير من أمراض الجهاز الهضمي والتنفسي، وذكره ابن سينا وابن البيطار في كتاباتهما، كأحد الأدوية المهمة للشفاء من العديد من الأمراض بفضل احتوائه على مادة الكلتيسريتسين وهذا ما أكدته الأبحاث الطبية بعد مئات السنين من عصر ابن سينا. في عام 1955 تم فصل مركب ستيرويدي أطلق عليه اسم حمض "الجلسرهيزيك" من جذور نبات العرقسوس، وتبين أن هذا الحمض يشبه في بنيته الكيميائية مركب الكورتيزون المعروف، إلا أنه يتميز عنه بخلوه تماماً من الآثار الجانبية المعروفة عند التداوي بالكورتيزون خصوصاً لمدة طويلة.