ساهم معنا
هل للزلازل والبراكين فوائد؟!

المعروف أن الزلازل والبراكين ظواهر ترتبط بالدمار والموت وتودي بحياة الآلاف، ولكنك قد تتفاجأ إذا علمت أن لها منافع على البيئة والناس تظهر إما على المدى القصير أو الطويل.

مصدر الدمار ومصدر الحياة
وفقا لنظرية الصفائح التكتونية، فإن الأرض تتكون من غلاف صخري يبلغ سمكه 100 كيلومتر، وينقسم إلى عدة ألواح تتحرك متقاربة أو متباعدة أو منزلقة تحت بعضها، مما يسبب الزلازل والبراكين.ولكن من المفارقة أن هذه الحركة المدمرة للصفائح هي إحدى السمات المميزة للأرض عن غيرها من الكواكب، لأنها تؤدي إلى تغييرات جغرافية تجعل الأرض هي الكوكب الوحيد الصالح للعيش منذ مليارات السنين حتى يومنا هذا.

حركة صخور الأرض المبكرة شكلت معالمها
تحديد عمر الأرض مسألة لم يتمكن العلم من الجزم بها، لأن الصخور القديمة تنزلق وتذوب في باطن الأرض، لكن التقدير الأكثر تداولا أنها بين 3.5 إلى 4 مليارات سنة. فعندما خلق الله الأرض لم تكن بشكلها الحالي. يقول العلماء إنها كانت قطعة واحدة، وكانت حرارتها مرتفعة جدا، مما جعل القشرة رقيقة وضعيفة وتتحرك، وهذه الحركات المبكرة فصلت القشرة إلى صفائح، ثم بدأت هذه الصفائح تتحرك بوتيرة أسرع، مشكلة الجبال والوديان والأنهار.

عند اصطدام الصفائح تتكون الجبال
الجبال إحدى أهم المصارف الرئيسية لثاني أكسيد الكربون، فقد تفاعل ثاني أكسيد الكربون في مياه الأمطار مع معدن السيليكا في تجويف الجبال، فشكل معادن جديدة وانخفضت مستوياته في الغلاف الجوي، فاستقر المناخ وأصبحت الأرض مكانا صالحا للعيش. عندما تنفصل صفيحتان عن بعضهما تتكون التلال المحيطية، وهي سلاسل جبلية تحت الماء، حيث تخرج الصهارة الساخنة باستمرار، وتبرد لتصبح جزءا من الصفائح في عملية تسمى انتشار قاع المحيط. تعد التلال المحيطية نقاطا ساخنة للتنوع البيولوجي لأنها غنية جدا بالحديد والسيليكا، وهي معادن مهمة لعدد من أشكال الحياة.

عندما تنزلق الصفائح تتكون البراكين
قبل نحو 600 مليون سنة، ساعدت البراكين على خفض درجة حرارة الأرض وتعافيها في العصر الجليدي وتساعد البراكين أيضا على إثراء التربة برواسب المغنيسيوم والبوتاسيوم وغيرها من العناصر، فبعد البراكين تتكون إحدى أكثر المناطق خصوبة على الأرض، حيث يزرع الغذاء الوفير وتستقر الحضارات وتزداد المعادن الثمينة مثل الذهب والفضة والزنك والنحاس في باطن الأرض.

لا صفائح على كوكب آخر
الأرض هي الكوكب الوحيد المعروف بوجود هذا النوع من الصفائح التكتونية. فخلال فترة طويلة كان هناك افتراض راسخ بأن الكواكب الأخرى الصالحة للعيش يجب أن تمتلك الصفائح التكتونية مثل الأرض. لذا فإن العلماء يسمون بقية الكواكب بأنها ذات "غلاف راكد".

رأي علمي جديد مختلف
في عام 2018 أجرى عالمان من جامعة بنسلفانيا بحثا علميا طورا من خلاله نماذج حاسوبية لكوكب شبيه بالأرض لكن بدون صفائح، وقالوا إنه ربما تكون الكواكب ذات الغطاء الراكد صالحة للعيش أيضا، لكن هذا الرأي ما زال حديثا، ولم يتطرق له إلا هذه الدراسة.

عوامل خارجية تؤثر على حركة الصفائح
رغم أن حركة الصفائح التكتونية مهمة للحياة على الأرض وأنها تحدث بشكل طبيعي نتيجة سخونة طبقة "الوشاح" اللزجة في باطن الأرض، فإنها أحيانا قد تتحرك بفعل الأنشطة البشرية مثل عملية التخلص من النفايات السائلة بضخها في آبار عميقة داخل الأرض، والانفجارات النووية الكبيرة تحت الأرض، وعمليات التعدين، وحفر المناجم.

تم النشر بتاريخ: 23 أبريل 2025
انسخ الرابطXfacebookwhatsapp