الحرب النفسية
واجهت أميركا تمرداً مسلحاً وحرب عصابات في فيتنام، فابتكرت مقياس "عداد الجثث" معتقدة أن الخسائر البشرية ستضعف المقاومة، لكنه أتى بنتائج عكسية، حيث زادت كراهية الفيتناميين لهم. كما استخدمت أساليب أخرى من بينها "عملية الأرواح المتجولة " حيث بثت تسجيلات لأصوات بشرية مذعورة ومشوهة بهدف إثارة الخوف في صفوف الفيتناميين.
اختبار إرادة لا اختبار أسلحة
على الرغم من نصف مليون جندي أميركي أرسلوا إلى فيتنام، وإسقاط أكثر من 8 ملايين طن من القنابل استمرت المقاومة الفيتنامية، ونجحت في استنزاف الجيش الأميركي عبر ضربات خاطفة وسرعة الاختفاء، فتأكلت المعنويات، بينما تعززت عزيمة الفيتناميين بدعم شعبي واسع جعل التمييز بين المقاتلين والمدنيين شبه مستحيل.
أنفاق الفيت كونغ.. كابوس تحت الأرض
شكلت شبكة الأنفاق ميدانا خفيا قلب قواعد المواجهة. وهي شبكة امتدت نحو 270 كيلومترا، وضمّت غرف قيادة، ومستشفيات ومخازن، مساكن، مما مكن المقاومة من التخفي والمناورة ونصب الكمائن، وكان أبرزها الهجوم على قاعدة "كوتشي" عام 1969، الذي عمق شعور الأميركيين بانعدام الأمان حتى في الخلفيات.
هجوم "تيت".. صدمة نفسية ورهان إستراتيجي
قررت المقاومة نقل المواجهة لمستوى جديد، وذلك بالتخطيط لهجوم متزامن على أكثر من 100 موقع وقاعدة عسكري جنوب فيتنام، في يناير 1968، مستغلين احتفالات السنة القمرية. رغم أن المقاومة لم تحتفظ بالمواقع التي سيطرت عليها، فقد كشف الهجوم هشاشة الحكومة الموالية لأميركا، وعمق الشكوك داخل واشنطن بإمكانية الحسم العسكري.